یقظة عابرة عقیمة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 27 ـ 28 بحوث

فی هاتین الآیتین إشارة إلى بعض مواقف عناد المشرکین، وفیهما یتجسد مشهد من مشاهد نتائج أعمالهم لکی یدرکوا المصیر المشؤوم الذی ینتظرهم فیستیقظون، أو تکون حالهم ـ على الأقل ـ عبرة لغیرهم، فتقول الآیة: (ولو ترى إذ وُقفوا على النّار... ) (1) لتبیّن لک مصیرهم السیىء المؤلم.

إنّهم فی تلک الحال على درجة من الهلع بحیث إنّهم یصرخون: لیتنا نرجع إلى الدنیا لنعوّض عن أعمالنا القبیحة، ونعمل للنجاة من هذا المصیر المشؤوم، ونصدّق آیات ربّنا، ونقف إلى جاب المؤمنین: (فقالوا یا لیتنا نُردّ ولا نکذّب بآیات ربّنا ونکون من المؤمنین ) (2).

الآیة التّالیة تؤکّد أنّ ذلک لیس أکثر من تمنّ کاذب، وإنّما تمنّوه لأنّهم رأوا فی ذلک العالم کلّ ما کانوا یخفونه ـ من عقائد ونیّات وأعمال سیئة ـ مکشوفاً أمامهم، فاستیقظوا یقظة مؤقتة عابرة: (بل بدا لهم ما کانوا یخفون من قبل ).

غیر أنّ هذه الیقظة لیست قائمة ثابتة، بل إنّها قد حصلت لظروف طارئة، ولذلک فحتى لو افترضنا المستحیل وعادوا إلى هذه الدنیا مرّة اُخرى لفعلوا ما کانوا یفعلونه من قبل وما نهوا عنه: (ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه ) لذلک فهم لیسوا صادقین فی تمنّیاتهم ومزاعمهم (وإنّهم لکاذبون ).


1. «لو» شرطیة، وقد حذف الجواب لوضوحه.
2. ینبغی الإنتباه إلى نقطة مهمّة فی الآیة: فی القراءة المشهورة التی بین أیدینا «نردّ» مرفوعة و«ولانکذب» و«نکون» منصوبتان، مع أنّ الظاهر یدل على أنّهما معطوفتان على «نردّ» وخیر تعلیل لذلک هو القول بأنّ «نردّ» جزء من التمنی، و«ولا نکذب» جواب التمنی، و«الواو» هنا بمنزلة «الفاء» ومعلوم أنّ جواب التمنی إذا وقع بعد الفاء کان منصوباً، إنّ مفسرین کالفخر الرازی والمرحوم الطبرسی وأبی الفتوح الرازی أوردوا تعلیلات اُخرى، ولکن الذی قلناه أوضح الوجوه، وعلیه فهذه الآیة تکون شبیهة بالآیة 58 من سورة الزمر: ( لو أنّ لی کرّةً فأکون من المحسنین).
سورة الأنعام / الآیة 27 ـ 28 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma