درس عظیم على درب التوحید:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 141 1ـ إرتباط هذه الآیة بالآیات السابقة

لقد جاءَت الإشارة فی هذه الآیة إلى عدّة مواضیع، کل واحد منها متفرّعٌ عن الآخر، ونتیجة عنه.

فهو تعالى یقول أوَّلا: إنَّ الله تعالى هو الذی خلق أنواع البساتین والمزارع الحاویة على أنواع الأشجار والنباتات، فمنها ما یعتمد فی موقفه على الأعمدة والعروش حیث تحمل ما لذّ وطاب من الفواکه والثمار، وتجلب بمنظرها الساحر العیون والالباب، ومنها ما لا یحتاج إلى عریش، بل هو قائم على سوقه یلقی بظلاله الوارفة على رؤوس الآدمیّین، ویسدّ بثماره المتنوعة حاجة الإنسان إلى الغذاء: (وهو الذی أنشأ جنّات معروشات وغیر معروشات ).

لقد ذهب المفسّرون فی تفسیر کلمة «معروش» و «غیر معروش» إلى ثلاثة إحتمالات:

ما أشرنا إلیه قبل قلیل، فالمعروش هو الأشجار والنباتات التی لا تقوم على سوقها بل تحتاج إلى عروش وسُقف، وغیر المعروش هو الأشجار والنباتات التی تقومُ على سوقها ولا تحتاج إلى عروش وسُقف، (لأنَّ العرشَ یَدلُّ على ارتفاع فی شیء، ولهذا یُقال لسقفِ البیت عرش، ویقال للسریر المرتفع عرش). (1)

إنّ المراد من «المعروش» هو الأشجار المنزلیة وما یزرعه الناس ویُحفَظ بواسطة الحیطان فی البساتین، ومن «غیر المعروش» الأشجار البرّیة والنباتات الصحراویة والجبلیة وما ینبت فی الغابات. (2)

«المعروش» هو ما یقوم على ساقه، من الأشجار أو یرتفع على الأرض، و«غیر المعروش» هو الأشجار التی تمتد على الأرض. (3)

ولکن یبدو أنّ المعنى الأوّل أنسب، هنا، ولعلّ ذکر «المعروشات» فی مطلع الحدیث إنّما هو لأجل بنیان هذا النوع من الأشجار وترکیبها العجیب، فإنّ نظرة عابرة إلى شجرة الکرم وقضبان العنب وسیقانها الملتویة العجیبة، والمزوّدة بکلالیب ومقابض خاصّة، وکیفیة التفافها بکل شیء حتى تستطیع أن تنمو، وتثمر، خیر شاهد على هذا الزعم.

ثمّ إنّ الآیة تشیر إلى نوعین من البساتین والمزارع إذ تقول: (والنخل والزرع ).

وذکر هذین النوعین بالخصوص إنّما هو لأهمّیتهما الخاصّة فی حیاة البشر، ودورهما فی نظامه الغذائی (ولابدّ أن تعرفَ أن الجنّة کما تطلَق على البستان، کذلک تطلَق على الأرض التی غطّاها الزرع).

ثمّ إنّه تعالى یضیف قائلا: إنَّ هذه الأشجار مختلفة ومتنوعة من حیث الثمر والطعم. فمع أنّ جمیعَها ینبت من أرض واحدة ویسقى بماء واحد فإنّ لکل واحدة منها رائحة خاصّة، ونکهة معیّنة، وخاصیة تختص بها، ولا توجد فی غیرها: (مختلفاً أُکُلُه ) (4).

ثمّ یُشیر سبحانه إلى قسمَین آخرین من الثمار عظیمَی الفائدة، جَلیلَی النفع فی مجال التغذیة البشریة إذ یقول: (والزیتون والرّمّان ).

إنّ اختیار هاتین بالذِکر من بین أشجار کثیرة إنّما هو لأجل أنّ هاتین الشجرتین: (شجرة الزیتون وشجرة الرمان) رغم تشابههما من حیث الظاهر والمظهر تختلفان اختلافاً شاسعاً من حیث الثمرة، ومن حیث الخاصیة الغذائیة، ولهذا عقَّب على قوله ذلک بهاتین الکلمتین: (متشابهاً وغیر متشابِه ) (5).

وَبعد ذکر کلّ هذه النِعَم المتنوّعة یقولُ سبحانه: (کُلُوا من ثمره إذا أثمَر وآتوا حَقّه یومَ حصادِه ).

ثمّ ینهى فی نهایة المطاف عن الإسراف إذ یقول تعالى: (ولا تسرفوا إنّه لا یحبّ المسرفین ).

«الإسراف» تجاوز حدّ الاعتدال فی کل فعل یفعله الإنسان. وهذه الجملة یمکن أن تکون إشارة إلى عدم الإسراف فی الأکل، أو عدم الإسراف فی الإنفاق والبذل، لأنَّ البعض قد یسرف فی البذل والإنفاق إلى درجة أنّه یهبُ کلَ ما عنده إلى هذا وذاک، فیقع هو وأبناؤه وأهلُه فی عسر وفقر وحرمان!!


1. بحارالانوار، ج 62، ص 119; تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 177.
2. بحارالانوار، ج 62، ص 119; تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 177.
3. المصدر السابق.
4.«الأکل» بضم الألف، وضم أو سکون الکاف یعنی ما یُؤکَل.
5. تقدم لنا توضیح فی هذا المجال عند تفسیر الآیة 99 من نفس هذه السورة.
سورة الأنعام / الآیة 141 1ـ إرتباط هذه الآیة بالآیات السابقة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma