التّحقیق الشّامل:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 6 ـ 9 المساءلة لماذا؟

لقد تضمّنت الآیات السابقة إشارة إلى معرفة الله ونزول القرآن الکریم، أمّا الآیات أعلاه فانّها تتحدّث عن المعاد فهی مکملة للآیات السالفة، مضافاً إلى أنّ الآیة المتقدمة تحدّثت عن الجزاء الدنیوی للظالمین، وهذه الآیات تبحث فی الجزاء والعقاب الاُخروی لهم، وبهذا یتّضح الإرتباط بینها.

یقول تعالى أوّلا وهو یقرر سُنّة عامّة: (فلنسألنّ الّذین أُرسل إلیهم ) أی إنّنا سنسأل فی یوم القیامة کل من أرسلنا لهدایته رسولا، حتماً ودون ریب.

بل ونسأل الأنبیاء أیضاً، ماذا فعلوا فی مجال تبلیغ رسالتهم: (ولنسألنّ المرسَلین ).

وعلى هذا الأساس فالجمیع مسؤولون، قادةً وأتباعاً، رسلا ومرسلا إلیهم، غایة ما فی الأمر أنّه یختلف السؤال والمسؤولیات من طائفة إلى اُخرى.

وثمّة حدیث مروی عن الإمام أمیرالمؤمنین (علیه السلام) فی هذا الصعید یؤیّد هذا المعنى أیضاً، إذ یقول: «فیقام الرسل فیُسألون عن تأدیة الرسالات التی حملوها إلى اُممهم، فأخبروا أنّهم قد أدّوا ذلک إلى اُممهم» (1).

هذا وقد صرّح فی حدیث آخر فی تفسیر علی بن إبراهیم بهذا المعنى أیض (2).

فی الآیة اللاحقة ـ ولکی لا یتصور أحدٌ بأنّ سؤال الله للانبیاء یعنی أنّ الأمر قد خفی على الله وغاب عن علمه - قال تعالى بصراحة مزیجة بالقَسَم، بأنّنا سوف نشرح لهم کل أعمالهم بعلمنا، لأنّه ما غاب عنّا شیء من أفعالهم، وما غابوا هم عنّا، فقد کنّا معهم فی کل حین ومکان: (فلنقصّنّ علیهم بعلم وما کنّا غائبین ).

«لنقصنّ» مأخوذة من «القصّة» وهی فی الأصل تعنی ما یتلو بعضه بعضاً، وحیث إنّ القضایا عند شرحها یتلو بعضها بعضاً اُطلق علیها لفظ القصّة، وهکذا اُطلق على العقوبة التی تتلو الجنایة لفظ «القصاص»، ومنه «المقصّ» لأنّه یقطع الشعر بالتوالی، ویقال عمّن یبحث عن شیء أنّه «قصّ» لأنّه یبحث الحوادث واحداً بعد واحد.

وحیث إنّ فی هذه الجملة أربعة أنواع من التأکید (لام القسم، ونون التأکید، وکلمة علم، التی جاءت بصورة النکرة، والمراد من ذلک بیان عظمته، وجملة ما کنّا غائبین) لذلک یستفاد منها أنّ المقصود هو: أنّنا نشرح لهم تفاصیل أعمالهم جمیعها القذة بالقذة وتباعاً، لیعلموا أنّه لا یخفى عنّا شیء من نیّة أو عمل قط (3).


1. تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 428; وبحارالانوار، ج 90، ص 101.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 4.
3. تفسیر مجمع البیان، وتفسیر التبیان عن معنى القصّة ذیل الآیة المذکورة ورد البحث أعلاه.
سورة الأعراف / الآیة 6 ـ 9 المساءلة لماذا؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma