وهنا ینقدح سؤال وهو: کیف یقال لأهل الجنّة: هذه النعم اُورثتموها لقاء أعمالکم؟
و قد ورد الجواب فی حدیث روی بطرق الشیعة والسنّة عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)حیث یقول: «ما من أحد إلاّ وله منزل فی الجنّة، ومنزل فی النّار، فأمّا الکافر فیرث المؤمن منزله من النّار، والمؤمن یرث الکافر منزله من الجنّة، فذلک قوله أورثتموها بما کنتم تعملون».
فهذا الحدیث یشیر إلى أنّ أبواب السعادة والشقاء مفتوحة أمام جمیع الناس قاطبة، وإنّه لم یخلق أحد یوم خلق وهو من أهل الجنّة، أو من أهل النّار، بل یمتلک الجمیع قابلیة الوصول إلى کلا هذین المنزلین، وإنّما إرادتهم هی التی تحدد وتقرّر مصیرهم.
ومن البدیهی أنّه عندما یستقر المؤمنون بسبب أعمالهم الصالحة فی الجنّة، ویستقر الکفّار والأشرار فی النّار ینتقل مکان ومنزل کل واحد منهما الى الآخر بصورة طبیعیة.
وعلى کل حال، فإن هذه الآیة وهذا الحدیث هما من البراهین والدلائل الواضحة على نفی الجبر، وثبوت الاختیار وحریة الإرادة فی الإنسان.