جواب على سؤال:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
5ـ لماذا تعیش الاُمم الکافرة فی الرخاء؟ سورة الأعراف / الآیة 101 ـ 102

إنّ الجملة التی وردت فی ختام الآیة الحاضرة تقول: لا یأمن أحد ـ إلاّ الخاسرون ـ من المکر الإلهی والعقوبة الإلهیّة، وهنا یطرح هذا السؤال، وهو: هل تشمل هذه العبارة الأنبیاء والأئمّة العظام والصالحین؟

لقد تصوّر البعض أنّهم خارجون من هذا الحکم، وأنّ الآیة تختص بالمجرمین. ولکن الظاهر أن هذا الحکم عام یشمل الجمیع، لأنّه حتى الأنبیاء والأئمّة کانوا مراقبین لأعمالهم دائماً کی لا تصدر منهم أدنى زلة أو عثرة، لأنّنا نعلم أنّ مقام العصمة لیس مفهومه أنّ المعصیة مستحیلة علیهم، بل یعنی أنّهم مصونون عن الإثمّ والمعصیة بفعل إرادتهم وإیمانهم وحسن إختیارهم إلى جانب العنایات الربانیة.

إنّهم کانوا یخافون من ترک الأولى ویتجنبونه، ویخشون أن لا یتمکنوا من القیام بمسؤولیاتهم الثقیلة. ولهذا نقرأ فی الآیة 15 من سورة الأنعام حول الرّسول الأعظم (قل إنّی أخاف إن عصیتُ ربّی عذاب یوم عظیم ).

ولقد رویت فی تفسیر الآیة الحاضرة ـ أیضاً ـ أحادیث تؤید ما قلناه: «صلیت خلف أبی عبدالله (الصادق) (علیه السلام)، فسمعته یقول: «اللّهم لا تؤمنی مکرک. ثمّ جهر فقال: (فلا یأمن مکر الله إلاّ القوم الخاسرون )».

ونقرأ فی نهج البلاغة أیضاً: «لا تأمنن على خیر هذه الاُمّة عذاب الله، لقول الله سبحانه: (فلا یأمن مکر الله إلاّ القوم الخاسرون )» (1).

إنّ عدم الأمن من المکر الإلهی ـ فی الحقیقة ـ یعنی الخوف من المسؤولیات والخوف من التقصیر فیها، ومن المعلوم أنّ الخوف یجب أن یکون فی قلوب المؤمنین دائماً إلى جانب الأمل بالرحمة الإلهیّة بشکل متساو، وأن التوازن بین هذین هو منشأ کلّ حرکة ونشاط، وهو الذی یعبّر عنه فی الرّوایات بالخوف والرجاء. (2)

وقد جاء التصریح فی هذه الرّوایات بوجوب أن یکون المؤمنون دائماً بین الخوف والرجاء، ولکن المجرمین الخاسرین نسوا العقوبات الإلهیّة بحیث صاروا یرون أنفسهم فی منتهى الأمن المکر الإلهی.

وفی الآیة اللاحقة یقول القرآن الکریم ـ بهدف إیقاظ عقول الشعوب الغافیة وإلفات نظرهم إلى العبر التی کانت فی حیاة الماضیین: ألا یتنبه الذین ورثوا السیادة على الأرض ـ من الأقوام الماضیة ـ إلى ما فی حیاة الماضیین وقصصهم من عبر، فلو أنّنا أردنا أن نهلکهم بذنوبهم لفعلنا (أو لم یهد للّذین یرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ).

ویمکننا أیضاً أن نترکهم أحیاء ونسلب منهم الشعور وحس التشخیص والتمییز بالمرّة بسبب توغّلهم فی الذنوب، بحیث لا یسمعون معها حقیقة، ولا یقبلون نصیحة، ویعیشون بقیة حیاتهم حیرى (ونطبع على قلوبهم فهم لا یسمعون ).

أمّا کیف یسلب الله تعالى من هذا الفریق من المجرمین حس التمییز والتشخیص، فیمکنک الوقوف على مزید التوضیح فی هذا المجال فی تفسیر الآیة 7 من سورة البقرة.


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 377.
2. بحارالانوار، ج 67، ص 390.
5ـ لماذا تعیش الاُمم الکافرة فی الرخاء؟ سورة الأعراف / الآیة 101 ـ 102
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma