التُهم والأباطیل:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سبب النّزول سورة الأعراف / الآیة 187

فی الآیة الاُولى من الآیات ـ محل البحث ـ یردُّ الله سبحانه على کلام المشرکین الفارغ، بزعمهم أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله)قد جُنّ، فیقول سبحانه: (أو لم یتفکّروا ما بصاحبهم من جنّة). (1)

وهذا التعبیر یشیر إلى أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) لم یکن شخصاً مجهولا بینهم، وتعبیرهم بـ «الصاحب» یعنی المحب والمسامر والصدیق وما إلى ذلک، وکان النّبی معهم أکثر من أربعین عاماً یرون ذَهابه وإیابه وتفکیره وتدبیره دائماً وآثار النبوغ کانت بادیةً علیه، فمثل هذا الإنسان الذی کان یُعدّ من أبرز الفضلاء والعقلاء قبل الدعوة إلى الله، کیف تلصق به مثل هذه التهمة بهذه السرعة؟! أما کان من الأفضل أن  یتفکروا ـ بدلا من إلصاق التهم به ـ فی احتمال أن یکون صادقاً فی دعواه ومرسل من قبل الله سبحانه؟! کما عقّب القرآن الکریم وبیّن ذلک بعد قوله أو لم یتفکروا؟ فقال: (إن هو إلاّ نذیر مبین).

وفی الآیة التّالیة ـ استکمالا للموضوع آنف الذکر ـ دعاهم القرآن إلى النظر فی عالم الملکوت عالم السموات والأرض، إذ تقول الآیة: (أو لم ینظروا فی ملکوت السماوات والأرض وما خلق الله من شیء).

لیعلموا أنّ هذا العالم الواسع، عالم الخلق، عالم السموات والأرض، بنظامه الدقیق المحیّر المذهل لم یخلق عبثاً، وإنّما هناک هدف وراء خلقه. ودعوة النّبی (صلى الله علیه وآله) فی الحقیقة، هی من أجل ذلک الهدف، وهو تکامل الإنسان وتربیته وارتقاؤه.

و«الملکوت» فی الأصل مأخوذ من «الملک» ویعنی الحکومة والمالکیة، والواو والتاء المزیدتان المردفتان به هما للتأکید والمبالغة، ویُطلق هذا الاستعمال على حکومة الله المطلقة التی لا حدّ لها ولا نهایة..

فالنظر إلى عالم الملکوت ونظامه الکبیر الواسع المملوک لله سبحانه یقوّی الإیمان بالله والإیمان بالحق، کما أنّه یکشف عن وجود هدف مهم فی هذا العالم الکبیر المنتظم أیضاً، وفی الحالین یدعو الإنسان إلى البحث عن ممثّل الله ورَسول رحمته الذی یستطیع أن یطبق الهدف من الخلق فی الأرض.

ثمّ تقول الآیة معقبة لتنّبههم من نومة الغافلین: (وأن عسى أن یکون قد اقترب أجلهم فبأىّ حدیث بعده یؤمنون).

أی: أوّلا: لیس الأمر کما یتصورون، فأعمارهم غیر خالدة، والفرص تمر مرّ السحاب، ولا یدری أحد أهو باق إلى غد أم لا؟! فمع هذه الحال لیس من العقل التسویف وتأجیل عمل الیوم إلى غد.

ثانیاً: إذا لم یکونوا لیؤمنوا بهذا القرآن العظیم الذی فیه ما فیه من الدلائل الواضحة

والبراهین اللائحة الهادیة إلى الإیمان بالله، فأىّ کتاب ینتظرونه خیر من القرآن لیؤمنوا به؟ وهل یمکن أن یؤمنوا بکلام آخر ودعوة اُخرى غیر هذه؟!

وکما نلاحظ فإنّ الآیات محل البحث تُوصد جمیع سبل الفرار بوجه المشرکین، فمن ناحیة تدعوهم إلى أن یتفکروا فی شخصیّة النّبی وعقله وسابق أعماله فیهم لئلا یتملّصوا من دعوته باتهامهم إیّاه بالجنون.

ومن ناحیة اُخرى تدعوهم إلى أن ینظروا فی ملکوت السماوات والأرض، والهدف من خلقهما، وأنّهما لم یخلقا عبثاً.

ومن ناحیة ثالثة تقول: (وأن عسى أن یکون قد اقترب أجلهم) لئلا یسوّفوا قائلین الیوم وغداً وبعد غد الخ

ومن ناحیة رابعة تقول: إذا لم یؤمنوا بهذا القرآن فإنّهم لن یؤمنوا بأىّ حدیث آخر وأىّ کتاب آخر، إذ لیس فوق القرآن کتاب أبداً...

وأخیراً فإنّ الآیة التالیة، وهی آخر آیة من الآیات محل البحث، تختتم الکلام بالقول (من یضلل الله فلا هادی له ویذرهم فی طغیانهم یعمهون).

وکما ذکرنا مراراً فإن مثل هذه التعابیر لا تشمل جمیع الکفّار والمجرمین، بل تختص باُولئک الذین یقفون بوجه الحقائق معاندین ألدّاء، حتى کأنّما على أبصارهم غشاوة وفی سمعهم صمم وعلى قلوبهم طبع، فلا یجدون إلاّ أسدالا من الظلمات تحجب طریقهم. وکل ذلک هو نتیجة أعمالهم، وهو المقصود بالإضلال الإلهی (من یضلل الله).


1.«الجنّة» کما یذهب إلیه أصحاب اللغة معناها الجنون، ومعناها فی الأصل: الحائل والمانع فکأنما یُلقى على العقل حائل عند الجنون.
سبب النّزول سورة الأعراف / الآیة 187
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma