فی الآیة اللاحقة إشارة إلى الرحمة الإلهیّة الواسعة، وإلى الثواب الإلهی الواسع الّذی ینتظر الأفراد الصالحین المحسنین، وقد عقّبت التهدیدات المذکورة فی الآیة بهذه التشجیعات: (مَن جاء بالحَسَنة فله عَشرُ أمثالِها ).
ثمّ قال: (ومن جاء بالسّیّئة فلا یُجزى إلاّ مثلها ).
وللتأکید یضیف هذه الجملة أیضاً فیقول: (وهم لا یُظلَمون ) وإنّما یعاقبون بمقدار أعمالهم.
وأمّا ما هو المراد من «الحسنة» و«السّیئة» فی الآیة الحاضرة وهل هما خصوص «التوحید» و«الشرک» أو معنىً أوسَع؟ فبین المفسّرین خلاف مذکور فی محلّه، ولکن ظاهر الآیة یشمل کل عمل صالح وفکر صالح وعقیدة صالحة أو سیئة، إذ لا دلیل على تحدید أو حصر الحسنة والسیئة.