أشدّ الظّلم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 21 ـ 24 بحوث

تواصل هذه الآیات المنهج القرآنی فی مقارعة الشرک وعبادة الأصنام بشکل شامل، تقول الآیة الاُولى بصراحة وبصورة استفهام إستنکاری: (ومن أظلم ممّن افترى على الله کذباً أو کذّب بآیاته

الجملة الاُولى ـ فی الواقع ـ إشارة إلى إنکار التوحید، والثّانیة إشارة إلى إنکار النّبوة حقّاً لا ظلم أکبر من أن یتخذ المرء قطعة جماد لا قیمة لها، أو إنساناً ضعیفاً مثله شریکاً لربّ لا تحدّه حدود، وله الحکم على کل عالم الوجود، فهذا ظلم من جهات ثلاث: ظلم لذات الله بالقول بوجود شریک له، وظلم للشخص نفسه بالحط من قدره إلى حدّ السجود والخضوع لقطعة حجر أو خشب، وظلم بحق المجتمع الذی یسبب له الشرک والتشتت والتفرّق والإبتعاد عن روح الوحدة والتوحّد.

فلا شک إذن فی أنّ أىّ ظالم ـ وعلى الأخص اُولئک الذین لظلمهم جوانب متعددة ـ لا یمکن أن یرى السعادة والفلاح: (إنّه لا یفلح الظالمون ).

إنّ لفظة «الشّرک» لم ترد صراحة فی الآیة، ولکن بأخذ الآیات السابقة واللاّحقة لها بنظر الاعتبار التی تدور حول الشرک، یتّضح أنّ القصد من کلمة «إفتراء» هو القول بوجود شریک لله سبحانه.

وممّا یلفت النظر أنّ القرآن یصف فی خمسة عشر موضعاً بعض الناس بأنّهم من أظلم الناس فی سیاق الإستفهام: (ومن أظلم... ) أو (فمن أظلم... ) (1) وعلى الرغم من أنّ معظم تلک الآیات تتناول الشرک وعبادة الأصنام وإنکار آیات الله، أی إنّها تدور حول التوحید، فإنّ بعضاً آخر منها یدور حول اُمور اُخرى، مثل (ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن یذکر فیها اسمه ) (2).

وقول سبحانه (ومن أظلم ممّن کتم شهادة عنده من الله ) (3).

هنا یثار هذا السّؤال: کیف یمکن أن تکون کلّ طائفة من هؤلاء أظلم الناس، فی حین أنّ صفة (الأظلم) لا یمکن أن تنطبق إلاّ على طائفة واحدة منها؟

نقول فی الجواب: کلّ هذه الحالات تستقی ـ فی الحقیقة ـ من منبع واحد، وهو الشرک والکفر والعناد، فمنع الناس من ذکر الله فی المساجد والسعی فی خرابها دلیل على الکفر والشرک، وکتمان الشهادة أی کتمان الحقائق المؤدّی إلى حیرة الناس وضلالهم، هو مَعلم من معالم الشرک وإنکار وحدانیة الله.

الآیة التّالیة تشیر إلى مصیر المشرکین یوم القیامة مبیّنة أنّهم باعتمادهم على مخلوقات ضعیفة کالأصنام، لا هم حققوا لأنفسهم الراحة فی هذا العالم، ولا هم ضمنوا ذلک فی الحیاة الآخرة، فتقول الآیة: (ویوم نحشرهم جمیعاً ثمّ نقول للّذین أشرکوا أین شرکاؤکم الذین کنتم تزعمون )، أین هم; لماذا لا یأتون الیوم لإنقاذکم؟ لماذا لا یظهرون أىّ حول ولا یبدون أیّة قوّة؟

ألم تکونوا تتوقعون منهم أن یعینوکم على حلّ مشکلاتکم؟ فلماذا ـ إذن ـ لا نرى لهم أثراً؟

فیستولی على هؤلاء الرعب والخوف ویبهتون ولا یحیرون جواباً، سوى أن یقسموا بالله إنّهم لم یکونوا مشرکین، ظنّاً منهم أنّهم هناک أیضاً قادرون على إخفاء الحقائق: (ثمّ لم تکن فتنتهم إلاّ أن قالوا والله ربّنا ما کنّا مشرکین ).

حول معنى «فتنة» ثمّة کلام بین المفسّرین، منهم من قال: إنّها بمعنى الإعتذار، وقال آخرون: إنّها بمعنى الجواب: وقالوا أیضاً: إنّها الشرک (4). (5)

هنالک احتمال آخر فی تفسیرهذه الآیة، وهو القول بأنّ «الفتنة» من «الإفتتان» أی الوله بالشیء، فیکون المعنى أنّ إفتتانهم بالشرک وعبادة الأصنام، بشکل یغشى عقولهم وأفکارهم، قد أدّى إلى أن یدرکوا یوم القیامة ـ یوم یزاح الستر ـ خطأهم الکبیر، ویستقبحوا أعمالهم وینکروها تماماً.

یقول الراغب فی «المفردات»: أنّ أصل «الفتن» إدخال الذهب النّار لتظهر جودته من رداءته، فقد یکون هذا المعنى ممّا تفسّر به الآیة المذکورة، أی أنّهم عندما تحیط بهم شدّة یوم القیامة یستیقظون ویقفون على خطأهم، فینکرون أعمالهم طلباً للنجاة.

الآیة الثّالثة ومن أجل أن یعتبر الناس بمصیر هؤلاء الأفراد تقول: (اُنظر کیف کذبوا على أنفسهم ).

وتنهار المساند التی إختاروا الاستناد علیها وجعلوها شریکة لله، وخابوا فی مسعاهم (وضلّ عنهم ما کانوا یفترون ).


1. البقرة، 114 و140; والانعام، 21 و93 و144 و157; والاعراف، 37; ویونس، 17; وهود، 18; والکهف، 15 و57; والعنکبوت، 68; والسجدة، 22; والزّمر، 32; والصف، 7.
2. البقرة، 114.
3. البقرة، 140.
4. إذا أخذناها على إنّها بمعنى الإعتذار والجواب، فلا حاجة فیهما للتقدیر، أمّا إذا أخذت بمعنى الشرک، فینبغی أن نقدّر کلمة «نتیجة» أی إنّ نتیجة شرکهم کانت أن یقسموا إنّهم لم یکونوا مشرکین.
5. تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 26.
سورة الأنعام / الآیة 21 ـ 24 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma