الاستقامة الواعیة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
التّهدیدات الفرعونیة الجوفاء: سورة الأعراف / الآیة 127 ـ 129

یمکن أن یتملک الإنسان عجب شدید عند أوّل إطلاعة على قصّة السحرة فی زمان

موسى (علیه السلام) الذین صاروا من المؤمنین الصادقین، هل یمکن أن یحدث مثل هذا الإنقلاب والتحول العمیق فی الروح الإنسانیة فی مثل هذه المدّة القصیرة، بحیث یقطع الشخص کل علاقاته مع الصف المخالف، ویصیر فی صف الموافق، ثمّ یدافع عن عقیدته الجدیدة بإصرار وعناد عجیبین إلى درجة أنّه یتجاهل مکانته ومصالحه وحیاته جمیعاً، ویستقبل الشهادة بشجاعة منقطعة النظیر، وبوجه مستبشر؟

ولکن هذا الإستغراب یتبدد إذا التفتنا إلى هذه النقطة، وهی أنّ هؤلاء ـ نظراً إلى سوابقهم الکثیرة فی علم السحر ـ وقفوا جیداً على عظمة معجزة النّبی موسى (علیه السلام) وحقانیته، وسلکوا هذا السبیل عن وعی کامل... وهذا الوعی صار منشأ لعشق ملتهب سربل کل وجودهم وکیانهم، وهو عشق لا یعرف حدّاً وسدّاً، وفوق جمیع النوازع والرغبات البشریة.

إنّهم کانوا یعلمون جیداً أی طریق یسلکونه؟ ولماذا یجاهدون؟ ومن یکافحون؟ وأی مستقبل مشرق ینتظر هذا الجهاد العظیم؟

أجل، إذا کان الإیمان مقروناً بالوعی الکامل فإنّه ینتهی إلى مثل هذا العشق الملتهب الذی لا یکون هذا التفانی فی سبیله مثار للعجب.

ولهذا نرى کیف أن السحرة قالوا بصراحة وشجاعة (کما فی الآیة 72 من سورة طه: (قالوا لن نؤثرک على ماجاءنا من البیّنات والذی فطرنا فاقض ما أنت قاض إنّما تقضی هذه الحیاة الدنیا ).

وأخیراً ـ وکما جاء فی الرّوایات وکتب التاریخ ـ استقام اُولئک الجماعة من السحرة الذین آمنوا بموسى حتى نفّذ فرعون تهدیداته، ومثّل بأجسامهم تمثیلا مروعاً، وصلبهم على جذوع النخل على مقربة من نهر النیل، وهکذا کتبت أسماؤهم مع أحرار التاریخ بأحرف من نور، وکانوا کما وصفهم المفسّر الکبیر العلاّمة الطبرسی: کانوا أوّل النهار کفاراً سحرة، وآخر النهار شهداء بررة. (1)

ولکن مع الإلتفات إلى أنّ مثل هذا الإنقلاب والتحول والإستقامة لیس ممکناً إلاّ فی ظلّ الإمدادات الإلهیّة، ومن المسلّم أن کلّ من اختار سلوک طریق الحق، شملته هذه العنایات الرّبانیة، والإمدادات الإلهیّة.


1. بحارالانوار، ج 13، ص 80; تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 333.
التّهدیدات الفرعونیة الجوفاء: سورة الأعراف / الآیة 127 ـ 129
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma