قوم فرعون والمصیر المؤلم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 137 سورة الأعراف / الآیة 138 ـ 141

بعد هلاک قوم فرعون، وتحطّم قدرتهم، وزوال شوکتهم، ورث بنو إسرائیل الذین طال رزوحهم فی أغلال الأسر والعبودیة أراضی الفراعنة الشاسعة والآیة الحاضرة تشیر إلى هذا الأمر (وأورثنا القوم الذین کانوا یستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التی بارکنا فیها ).

و «الإرث» کما أسلفنا یعنی فی اللغة المال الذی ینتقل من شخص إلى آخر من دون تجارة ومعاملة، سواء کان المنتَقَل منه حیاً أو میّتاً.

و«یستضعفون» مشتقّة من مادة «الإستضعاف» وتطابق کلمة «الاستعمار» التی تستعمل الیوم فی عصرنا الحاضر، ومفهومها هو أن یقوم جماعة بإضعاف جماعة اُخرى حتى یمکن للجماعة الاُولى أن تستغل الجماعة الضعیفة فی سبیل مآربها ومصالحها، غایة ما هنالک أنّ هناک تفاوتاً بین هذه اللفظة ولفظة الاستعمار، وهو: أن الاستعمار ظاهره تعمیر الأرض، وباطنه الإبادة والتدمیر، ولکن الإستضعفاف ظاهره وباطنه واحد.

والتعبیر ب (کانوا یستضعفون ) إشارة إلى الفرعونیین کانوا یستبقون بنی إسرائیل فی حالة ضعف دائمیة: ضعف فکری، وضعف أخلاقی، وضعف اقتصادی، ومن جمیع الجهات وفی جمیع النواحی.

والتعبیر بـ (مشارق الأرض ومغاربها ) إشارة إلى الأراضی الواسعة العریضة التی کانت تحت تصرّف الفرعونیین، لأنّ الأراضی الصغیرة لیس لها مشارق ومغارب مختلفة، وبعبارة

اُخرى «لیس لها آفاق متعددة» ولکن الأراضی الواسعة جدّاً من الطبیعی أن یکون مشارق ومغارب بسبب کرویة الأرض فیکون التعبیر بمشارق الأرض ومغاربها کنایة عن أراضی الفرعونیین الواسعة العریضة جدّاً.

وجملة (بارکنا فیها ) إشارة إلى الخصب العظیم الذی کانت تتمتع به هذه المنطقة ـ یعنی مصر والشام ـ التی کانت تعدّ آنذاک، وفی هذا الزمان أیضاً، من مناطق العالم الخصبة الکثیرة الخیرات، حتى أنّ بعض المفسّرین کتب: إن بلاد الفراعنة فی ذلک العصر کانت واسعة جدّاً بحیث کانت تشمل بلاد الشام أیضاً.

وعلى هذا الأساس لم یکن المقصود من العبارة هو الحکومة على کل الکرة الأرضیة، لأنّ هذا یخالف التاریخ حتماً، بل المقصود هو حکومة بنی إسرائیل على کل أراضی الفراعنة وبلادهم.

ثمّ یقول: (وتمّت کلمت ربّک الحسنى على بنی إسرائیل بما صبروا ) أی تحقق الوعد الإلهی لبنی إسرائیل بانتصارهم على الفرعونیین، بسبب صبرهم وثباتهم.

وهذا هو الوعد الذی اُشیر إلیه فی الآیات السابقة (الآیة 128 و129 من نفس هذه السورة).

صحیح أنَّ هذه الآیة تحدّثت عن بنی إسرائیل ونتیجة ثباتهم فی وجه الفرعونیین فقط، إلاّ أنّه یستفاد من الآیات القرآنیة الاُخرى أنّ هذا الموضوع لا یختص بقوم أو شعب خاص، بل إن کان شعب مستضعف نهض وحاول تخلیص نفسه من مخالب الأسر والاستعمار، استعان فی هذا السبیل بالثبات والاستقامة، سوف ینتصر آخر المطاف ویحرر الأراضی التی احتلها الظلمة الجائرون.

ثمّ یضیف فی آخر الآیة: نحن الذین دمرنا قصور فرعون وقومه العظیمة، وأبنیتهم الجمیلة الشامخة، وکذا بساتینهم ومزارعهم العظیمة (ودمّرنا ما کان یصنع فرعون وقومه وما کانوا یعرشون ).

و«صنع» کما یقول «الراغب» فی «المفردات» یعنی الأعمال الجمیلة، وقد وردت هذه اللفظة فی الآیة الحاضرة بمعنى الهندسة الجمیلة الرائعة التی کان یستخدمها الفرعونیین فی أبنیتهم.

و«ما یعرشون» فی الأصل تعنی الأشجار والبساتین التی تنصب بواسطة العروش والسقف، ولها جمال عظیم وروعة باهرة.

و«دمرنا» من مادة «التدمیر» بمعنى الإهلاک والإبادة.

السؤال: وهنا یطرح السؤال التالی وهو کیف اُبیدت هذه القصور والبساتین، ولماذا؟

الجواب: ونقول فی الجواب لا یبعد أن ذلک حدث بسبب زلازل وطوفانات جدیدة وأمّا الضرورة التی قضت بهذا الفعل فهی أن جمیع الفرعونیین لم یغرقوا فی النیل، بل غَرق فرعون وجماعة من خواصّه وعسکره الذین کانوا یلاحقون موسى (علیه السلام)، ومن المسلَّم أنّه لو بقیت تلک الثروات العظیمة والإمکانیات الاقتصادیة الهائلة بید من بقی من الفراعنة الذین کان عدد نفوسهم فی شتى نواحی مصر کثیراً جداً، لاستعادوا بها شوکتهم، ولقدروا على تحطیم بنی إسرائیل، أو الحاق الاذى بهم على الأقل، أمّا تدمیر الإمکانیات والوسائل فإنّ من شأنه أن یجردهم من أسباب الطغیان إلى الأبد.

سورة الأعراف / الآیة 137 سورة الأعراف / الآیة 138 ـ 141
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma