الیهود وعبادتهم للعجل:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 148 ـ 149 کیف کان للعجل الذهبی خوار؟

فی هذه الآیات یقصّ القرآن الکریم إحدى الحوادث المؤسفة، وفی نفس الوقت العجیبة التی وقعت فی بنی إسرائیل بعد ذهاب موسى (علیه السلام) إلى میقات ربّه، وهی قصّة عبادتهم للعجل التی تمّت على ید شخص یدعى «السامری» مستعیناً بحلی بنی إسرائیل وما کان عندهم من آلات الزّینة.

إنّ هذه القصّة مهمّة جدّاً بحیث إنّ الله تعالى أشار إلیها فی أربع سور، فی سورة البقرة الآیة 51 و54 و92 و93، وفی سورة النساء الآیة 153، والأعراف الآیات المبحوثة هنا، وفی سورة طه الآیة 88 فما بعد.

على أنَّ هذه الحادثة مثل بقیة الظواهر الإجتماعیة لم تکن لتحدث من دون مقدمة وأرضیَّة، فبنو إسرائیل من جهة قضوا سنین مدیدة فی مصر وشاهدوا کیف یعبد المصریون الأبقار أو العجول، ومن جهة ثانیة عندما عبروا النیل شاهدوا فی الضفة الاُخرى مشهداً من الوثنیة، حیث وجدوا قوماً یعبدون البقر، وکما مرّ علیک فی الآیات السابقة طلبوا من موسى (علیه السلام) صنماً کتلک الأصنام، ولکن موسى (علیه السلام) وبّخهم وردّهم، ولامهم بشدّة.

و من جهة ثالثة، تمدید مدّة میقات موسى (علیه السلام) من ثلاثین إلى أربعین، الذی تسبب فی أن

تشیع فی بنی إسرائیل شائعة وفاة موسى (علیه السلام) بواسطة بعض المنافقین، کما جاء فی بعض التفاسیر.

والأمر الرابع، جهل کثیر من بنی إسرائیل بمهارة السامریّ فی تنفیذ خِطته المشؤومة، کل هذه الاُمور ساعدت على أن تُقبل أکثریة بنی إسرائیل فی مدّة قصیرة على الوثنیة، ویلتفوا حول العجل الذی أوجده لهم السامریّ للعبادة.

وفی الآیة الحاضرة یقول القرآن الکریم أوّلا: إنّ قوم موسى (علیه السلام) بعد ذهابه إلى میقات ربّه صنعوا من حلیّهم عجلا، وکان مجرّد تمثال لا روح فیه، ولکنّه کان له صوت کصوتِ البقر، واختاروه معبوداً لهم: (واتّخذ قوم موسى من بعده من حلیّهم عجلا جسداً له خوار ).

ومع أنّ هذا العمل (أی صنع العجل من الحلی) صدر من السامریّ (کما تشهد بذلک آیات سورة طه) إلاّ أنّه مع ذلک نسب هذا العمل إلى بنی إسرائیل لأنّ کثیراً منهم ساعد السامریّ فی هذا العمل وعاضده، وبذلک کانوا شرکاء فی جریمته، فی حین رضی بفعله جماعة أکبر منهم.

وظاهر هذه الآیة وإن کان یفید ـ فی بدء النظر ـ أنّ جمیع قوم موسى شارکوا فی هذا العمل، إلاّ أنّه بالتوجه إلى الآیة 159 من هذه السورة، التی تقول: (ومن قوم موسى أُمّة یهدون بالحقّ وبه یعدلون ) یستفاد أنّ المراد من الآیة المبحوثة هنا لیس کلّهم، بل أکثریة عظیمة منهم سلکوا هذا السبیل، وذلک بشهادة الآیات القادمة التی تعکس عجز هارون عن مواجهتها وصرفها عن ذلک.

سورة الأعراف / الآیة 148 ـ 149 کیف کان للعجل الذهبی خوار؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma