2ـ أقصر الأدلة على المعاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
1ـ ما المقصود من (أقیموا وجوهکم... ) سورة الأعراف / الآیة 31 ـ 32

لقد بحث أمر المعاد والبعث فی یوم القیامة کثیراً، ویستفاد من آیات القرآن الکریم أنّ هضم هذه المسألة کان أمراً صعباً وعسیراً بالنسبة إلى کثیر من الناس فی العصور الغابرة، إلى درجة أنّهم کانوا یتخذون أحیاناً من طرح مسألة القیامة والمعاد من قبل الأنبیاء دلیلا على عدم صحة دعوتهم، وبل حتى (والعیاذ بالله) دلیلا على الجنون ویقولون: (أفترى على الله کذباً أم به جنّة ) (1).

ولکن یجب الإنتباه إلى أنّ ما کان یدعو لمزید من تعجبهم ودهشتهم، هو مسألة المعاد الجسمانی، لأنّهم ما کانوا یصدّقون بأنّ الأبدان بعد صیرورتها تراباً، وتبعثر ذراتها بفعل الریاح والاعاصیر وتناثرها فی أرجاء الأرض، أن تجتمع هذه الذرات المتبعثرة من بین أکوام التراب، وأمواج البحار، ومن بین ثنایا ذرات الهواء، ویلبس ذلک الإنسان لباس الوجود والحیاة مرّة اُخرى.

إنّ القرآن الکریم أجاب فی آیات متنوعة على هذا الظن الخاطیء، والآیة الحاضرة تعکس إحدى أقصر وأجمل التعابیر فی هذا المجال، إذ تقول: اُنظروا إلى بدایة الخلق، انظروا إلى جسمکم الذی یتکون من مقدار کبیر من الماء، ومقدار أقل من المواد المعدنیة وشبه المعدنیة المختلفة المتنوعة أین کان فی السابق؟ فالمیاه المستخدمة فی جسمکم یحتمل أنّ کل قطرة منها کانت سادرة فی محیط من محیطات الأرض ثمّ تبخّرت وتبدلت إلى السُّحب، ثمّ نزلت فی شکل قطرات المطر على الأراضی، والذرات التی استخدمت فی نسیج جسمکم من مواد الأرض الجامدة کانت ذات یوم فی هیئة حبّة قمح أو ثمرة شجرة، أو خضروات مختلفة جُمعت من مختلف نقاط الأرض.

وعلى هذا فلا مکان للتعجب والدهشة إذا سمعنا أنّه بعد تلاشی بدن الإنسان ورجوعه إلى حالته الاُولى تجتمع تلک الذرّات ثانیة، وتتواصل وتترابط ویتشکل الجسم الأوّل، فلو کان هذا الأمر محالا فلماذا وقع فی مبدأ الخلقة؟!

إذاً «کما بدأکم» الله «تعودون» أی یعیدکم فی الآخرة، وهذا هو الموضوع الذی تضمنته العبارة القصیرة.

فی الآیة اللاحقة یصف سبحانه ردود الفعل التی أظهرها الناس قبال هذه الدعوة (الدعوة إلى التوحید والخیر والمعاد) فیقول: (فریقاً هدى وفریقاً حقّ علیهم الضّلالة ). (2)

ولأجل أن لا یتصور أحد أنّ الله یهدی فریقاً أو یضلّ فریقاً من دون سبب، أضاف فی الجملة ما یلی: (إنّهم اتّخذوا الشیاطین أولیاء من دون الله ) أی إنّ الضالین هم الذین إختاروا الشیاطین أولیاء لهم بدل أن یدخلوا تحت ولایة الله، فضلوا.

 

والعجب أنّه رغم کل ما أصابهم من ضلال وانحراف یحسبون أنّهم المهتدون الحقیقیون (ویحسبون أنّهم مهتدون ).

إنّ هذه الحالة تختص بالذین غرقوا فی الطغیان والمعصیة، وکان انغماسهم فی الفساد، والضلال والانحراف، والوثنیة، کبیراً إلى درجة أنّه انقلبت حاسة تمییزهم رأساً على عقب، فحسبوا القبیح حسناً، والضلالات هدایة، وفی هذه الحالة اُغلقت فی وجوههم کل أبواب الهدایة، وهذا هو ما أوجدوه وجلبوه لأنفسهم.


1. سبأ، 8.
2. جملة (فریقاً هدى) من حیث الإعراب والترکیب تکون کالتالی: فریقاً مفعول هدى فعل وفاعل مؤخرین، وفریقاً (الثّانیة) مفعول مقدم.
وأضل فعل وفاعل مؤخران مقدران دل علیهما جملة ( حق علیهم الضلالة).
1ـ ما المقصود من (أقیموا وجوهکم... ) سورة الأعراف / الآیة 31 ـ 32
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma