التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 52 ـ 53 سورة الأعراف / الآیة 54

هذه الآیة إشارة ـ فی الدرجة الاُولى ـ إلى أنّ حرمان الکفّار ومصیرهم المشؤوم إنّما هو نتیجة تقصیراتهم أنفسهم، وإلاّ فلیس هناک من جانب الله أی تقصیر فی هدایتهم وقیادتهم وإبلاغ الآیات إلیهم وبیان الدروس التربویة لهم، لهذا یقول تعالى: إنّنا لم نألُ جهداً ولم ندخر شیئاً فی مجال الهدایة والإرشاد، بل أرسلنا لهم کتاباً شرحنا فیه کل شیء بحکمة ودرایة (ولقد جئناهم بکتاب فصّلناه على علم ).

وهو کتاب فیه رحمة وهدایة، لا للمعاندین الأنانیین، بل للمؤمنین (هدًى ورحمة لقوم یؤمنون ).

الآیة اللاحقة تشیر إلى الطریقة الخاطئة فی تفکیر العصاة والمنحرفین فی صعید الهدایة الإلهیّة فیقول: (هل ینظرون إلاّ تأویله ) أی کأنّ هؤلاء یتوقعون أن یروا نتیجة الوعد والوعید الإلهی بعیونهم (أی یروا أهل الجنّة وهم فیها، وأهل النّار وهم فیها) حتى یؤمنوا.

ولکنّه توقّع سخیف، لأنّه عندما تُترجم الوعود الإلهیّة على صعید الواقع ینتهی الامر، ولم یعد هناک مجال للرجوع ولا طریق للعودة، وهناک سیعترفون بأنّهم قد تناسوا کتاب الله وتجاهلوا التعالیم الإلهیّة التی أنزلها على رسله بالحق، وکان قولهم حقّاً أیضاً: (یوم یأتی تأویله یقول الذین نَسوه من قبل قد جاءت رسل ربّنا بالحقّ ).

سیغرقون فی هذا الوقت فی قلق واضطراب، ویفکرون فی مخلّص ینقذهم من هذه المشکلة ویقولون: (فهل لنا من شفعاء فیشفعوا لنا ).

وإذا لم یکن هناک شفعاء لنا، أو إنّنا لا نصلح أساساً للشّفاعة، أفلا یمکن أن نرجع إلى الدنیا ونقوم بأعمال غیر ما عملناه سابقاً، ونسلّم للحق والحقیقة (أو نردَّ فنعمل غیر الذی کنّا نعمل ).

ولکن هذا التنبیه جاء ـ وللأسف ـ متأخراً جداً، فلا طریق للعودة ولا صلاحیة لهم للشفاعة، لأنّهم قد خسروا کل رؤوس أموالهم، وتورطوا فی خسران جمیع وجودهم (قد خسروا أنفسهم ).

وسوف یثبت لهم أنّ أصنامهم ومعبوداتهم لیس لها أی دور هناک، وفی الحقیقة ضاعت ـ فی نظرهم ـ جمیعاً (وضلّ عنهم ماکانوا یفترون ).

وکأنّ الجملتین الأخیرتین ردّ على طلبهم، یعنی إذا کانوا یریدون شفعاء یشفعون فإنّ علیهم حتماً أن یتوسّلوا بأصنامهم التی کانوا یسجدون لها، فی حین أنّ تلک الأصنام والأوثان لا تکون مؤثرة هناک مطلقاً.

وأمّا عودتهم إلى الدنیا فإنّها ممکنة فی ما لو بقی لدیهم رأس مال، ولکنّهم قد خسروا کل رؤوس أموالهم وفقدوا کل وجودهم.

من هذه الآیة یستفاد أوّلا: أنّ الإنسان حرّ مختار فی أعماله، وإلاّ لما طلب العودة والرجوع إلى الدنیا لجبران ما فات، وثانیاً: إنّ العالم الآخر لیس مکان العمل واکتساب الفضائل والنجاة.

سورة الأعراف / الآیة 52 ـ 53 سورة الأعراف / الآیة 54
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma