إتمام الحجة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 130 ـ 132 سورة الأنعام / الآیة 133 ـ 135

ورد وصف مصیر الظالمین من أتباع الشیاطین یوم القیامة فی الآیات السابقة ولکیلا یظن أحد أنّهم فی حالة من الغفلة ارتکبوا ما ارتکبوه من إثم، تبیّن هذه الآیات أنّ تحذیرهم قد تمّ بما فیه الکفایة وتمّت علیهم الحجة، لذلک یقال لهم یوم القیامة: (یا معشر الجنّ والإنس ألم یأتکم رسل منکم یقصّون علیکم آیاتی وینذرونکم لقاء یومکم هذا ).

«معشر» من العدد «عشرة»، وبما أنّ العشرة تعتبر عدداً کاملا، فالمعشر هی الجماعة الکاملة التی تضمّ مختلف الطوائف والأصناف، أمّا بشأن الرسل الذین بعثوا إلى الجن هل کانوا منهم، أم من البشر؟ فهناک کلام بین المفسّرین، ولکن الذی یستفاد من آیات سورة الجن یدل بجلاء على أنّ الإسلام والقرآن للجمیع بما فیهم الجن، وأنّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)رسول الله إلى الجمیع، ولکن هذا لا یمنع أن یکون لهم رسل وممثلون من جنسهم عهد إلیهم رسول الله (صلى الله علیه وآله) بدعوتهم إلى الإسلام (سیأتی شرح ذلک بالتفصیل، وکذلک المعنى العلمی للجن فی تفسیر سورة الجن فی الجزء 29 من القرآن الکریم).

ولکن ینبغی أن نعلم أنّ «منکم» لا تعنی أنّ أنبیاء کل جنس یکونون من الجنس نفسه، لأنّنا عندما نقول: «نفر منکم...» یمکن أن یکون هؤلاء من طائفة واحدة أو من عدّة طوائف.

ثمّ تقول الآیة: (قالوا شهدنا على أنفسنا ) لأنّ یوم القیامة لیس یوم الکتمان، بل إنّ دلائل کلّ شیء تکون بادیة للعیان، وما من أحد یستطیع أن یخفی شیئاً، فالجمیع یعترفون أمام هذا السؤال الإلهی قائلین: إنّنا نشهد ضدّ أنفسنا ونعترف أنّ الرسل قد جاؤونا وأبلغونا رسالاتک ولکنّنا خالفناها.

نعم... لقد کانت أمامهم آیات ودلائل کثیرة من الله، وکان یمیّزون الخطأ من الصواب، إلاّ أنّ الحیاة الدنیا ببریقها ومظاهرها قد خدعتهم وأضلتهم: (وغرّتهم الحیاة الدنیا ).

هذه الآیة تدل بوضوح على أنّ العقبة الکبرى فی طریق سعادة البشر هی الحبّ اللامحدود لعالم المادة والخضوع له بلا قید ولا شرط، ذلک الحبّ الذی کبل الإنسان بقیود الأسر ودفعه إلى إرتکاب کلّ ألوان الظلم والعدوان والإجحاف والأنانیة والطغیان.

مرّة اُخرى یؤکّد القرآن أنّهم شهدوا على أنفسهم بألسنتهم بأنّهم قد ساروا فی طریق الکفر ووقفوا إلى جانب منکری الله: (وشهدوا على أنفسهم أنّهم کانوا کافرین ).

الآیة التّالیة تعید المضمون السابق بصورة قانون عام وسنّة ثابتة، وهی: أنّ الله لا یأخذ الناس فی المدن والمناطق المسکونة بظلمهم إذا کانوا غافلین، إلاّ بعد أن یرسل إلیهم الرسل لینبّهوهم إلى قبیح أعمالهم، ویحذّروهم من مغبّة أفعالهم: (ذلک أن لم یکن ربّک مهلک القرى بظلم وأهلها غافلون ).

قد تعنی «بظلم» أنّ الله لا یعاقب أحداً بسبب ظلمه وهو غافل عنه، وقبل أن یرسل الرسل، وقد تکون بمعنى أنّ الله لا یظلم أحداً بأن یعاقبه عمّا فعل وهو غافل، لأنّ معاقبتهم بهذه الصورة تعتبر ظلماً، والله أرفع من أن یظلم أحد (1).

وتذکر الآیة الثالثة خلاصة ما ینتظر هؤلاء من مصیر، وتقرر أنّ لکلّ من هؤلاء ـ الأخیار والأشرار، المطیعین والعصاة، طالبی العدالة والظالمین ـ درجات ومراتب یوم القیامة تبعاً لأعمالهم، وإنّ ربک لا یغفل عن أعمالهم، بل یعلمها جمیعاً، ویجزی کلاً بقدر ما یستحق: (ولکلّ درجات ممّا عملوا وما ربّک بغافل عمّا یعملون ).

هذه الآیة تؤکّد مرّة اُخرى الحقیقة القائلة بأنّ جمیع «الدّرجات» و «الدّرکات» التی یستحقها الإنسان إنّما هی ولیدة أعماله، لا غیر.


1. فی الحالة الاُولى فاعل «ظلم» هم الکافرون، وفی الحالة الثانیة یکون نفی الظلم عن الله تعالى.
سورة الأنعام / الآیة 130 ـ 132 سورة الأنعام / الآیة 133 ـ 135
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma