التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سبب النّزول سورة الأنعام / الآیة 111

وردت فی الآیات السابقة أدلة کثیرة کافیة على التوحید، وردّ الشرک وعبادة الأصنام، ومع ذلک فإنّ فریقاً من المشرکین المعاندین المتعصّبین لم یرضخوا للحق، وراحوا یعترضون وینتقدون، من ذلک أنّهم أخذوا یطلبون من رسول الله (صلى الله علیه وآله)القیام بخوارق عجیبة وغریبة یستحیل بعضها أساساً (مثل طلب رؤیة الله)، زاعمین کذباً أنّ هدفهم من رؤیة تلک المعجزات هو الإیمان، فی الآیة الاُولى یقول القرآن: (وأقسموا بالله جهد إیمانهم لئن جاءتهم آیة لیؤمننّ بها ) (1).

وفی الردّ علیهم یشیر القرآن إلى حقیقتین: یأمر النّبی (صلى الله علیه وآله) أوّلا أن یقول لهم: (قل إنّما الآیات عند الله )، أی إنّ تحقیق المعجزة لا یکون وفق مشتهیاتهم، بل إنّها بید الله وبأمره.

ثمّ یخاطب المسلمین البسطاء الذین تأثّروا بإیمان المشرکین فیقول لهم: (وما یشعرکم أنّها إذا جاءت لا یؤمنون ) (2) مؤکّداً بذلک أنّ هؤلاء المشرکین کاذبون فی قسمهم.

کما أنّ مختلف المشاهد التی جرت بینهم وبین رسول الله (صلى الله علیه وآله) تؤکّد حقیقة أنّهم لم یکونوا یبحثون عن الحق، بل کان هدفهم من کل ذلک أن یشغلوا الناس ویبذروا فی نفوسهم الشک والتردد.

الآیة التّالیة تبیّن سبب عنادهم وتعصّبهم، فتقول: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم کما لم یؤمنوا به أوّل مرّة ) أی إنّهم بإصرارهم على الانحراف والسیر فی طریق ملتو وتعصّبهم الناشیء عن الجهل ورفض التسلیم للحق، أضاعوا قدرتهم على الرؤیة الصحیحة والإدراک السلیم، فراحوا یعیشون فی متاهات الضلال والحیرة.

هنا أیضاً نسب هذا الفعل إلى الله کما سبق من قبل، وهو فی الواقع نتیجة أعمالهم وسوء فعالهم، وما نسبة ذلک إلى الله إلاّ لأنّه علّة العلل ومبدأ عالم الوجود، وکل خصیصة فی أىّ شیء إنّما هی بإرادته، وبعبارة اُخرى: إنّ الله جعل من النتائج الحتمیة للعناد والتعصّب الأعمى والانحراف أن یکون لها مثل هذا الأثر، وهو انحراف الإنسان شیئاً فشیئاً فی هذا الطریق، فلا یعود یدرک الاُمور إدراکاً سلیماً.

ثمّ تشیر الآیة فی الخاتمة إلى أنّ الله، یترک أمثال هؤلاء فی حالتهم تلک لکی یشتد ضلالهم وتزداد حیرتهم: (ونذرهم فی طغیانهم یعمهون ) (3).

نسأل الله أن یجنبنا الإبتلاء بمثل هذا الضلال والحیرة الناتجة عن أعمالنا السیّئة، وأن یمنحنا النظرة السلیمة الکاملة لکی نرى الحقیقة ناصعة لا غبش علیها.


1. «الجهد» بمعنى السعی وبذل الطاقة، والمقصود هنا الجهد فی توکید القسم.
2. المفسّرون غیر متفقین على «ما»، أهی إستفهامیة أم نافیة؟ وکذلک فیما یتعلّق بترکیب الجملة، بعضهم یقول إنّ «ما» إستفهامیة إستنکاریة، ولو کانت کذلک لکان معنى الآیة: أنّى لکم أن تعلموا إنّهم لا یؤمنون إن رأوا معجزة، أی إنّهم قد یؤمنون، وهذا خلاف ما تریده الآیة، لذلک إعتبر بعضهم «ما» نافیة، وهو الأقرب إلى الذهن، فیکون معنى الآیة: أنتم لا تعلمون إنّهم حتى إذا تحققت لهم المعجزات لا یؤمنون، وعلى ذلک یکون فاعل «یشعر» مقدّر بمعنى «شیء» وللفعل «یشعر» مفعولان «کم» و ( إنها...) (تأمل بدقّة).
3. «یعمهون» من «عمه» بمعنى الحیرة والشک.
سبب النّزول سورة الأنعام / الآیة 111
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma