إنّ التأکیدات المتتابعة المتوالیة والاستدلالُ المتنوّع فی هذه السورة فی صعید التوحید ومکافحة الشرک تنبىء عن أهمّیة کبرى للموضوع.
وهذه الآیة شجبت منطق المشرکین من طریق آخر، حیث قال سبحانه لنبیّه: قل لهم واسألهم: هل من الصحیح أن أطلب ربّاً غیر الله الواحد فی حین أنّه هو المالک والمربّی، وهو ربّ کل شیء وبیده أزمّة جمیع الکائنات، وحکمه جار فی جمیع ذرّات الوجود بلا استثناء: (قُلْ أغیرَ الله أبغی ربّاً وهو ربُّ کلّ شیء ).
ثمّ إنّه یردّ على جماعة من المشرکین المتحجرین ممن قالوا لرسول الله (صلى الله علیه وآله): اتَّبِعْنا وعَلینا وِزرَکَ إن کان خطأً، قائلا: (ولا تکسب کلّ نفس إلاّ علیها ولا تزر وازرة وزر أُخرى ) فلا یعمل أحد إلاّ لنفسه، ولا یحمل أحد وزر أحد.
(ثمّ إلى ربّکم مرجعکم فینبّئکم بما کنتم فیه تختلِفُون ) فمآلکم إلیه وهو یخبرکم عن جمیع ما اختلفتم فیه.