توقعات باطلة ومطالیب مستحیلة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 158 لا فائدة للإیمان بدون عمل:

فی الآیات السابقة تبیّنت هذه الحقیقة وهی: أنّنا أتممنا الحجّة على المشرکین، وآتیناهم الکتاب السماوی (أی القرآن) لهدایتهم جمیعاً، لکی لا یبقى لدیهم أىّ عذر یبرّرون به مخالفتهم للرسالة ومعارضتهم للدعوة.

وهذه الآیة تقول: ولکن هؤلاء الأشخاص المخاصمین المعاندین بلغوا فی لجاجهم وعنادهم حدّاً لا یؤثّر فیهم حتى هذا البرنامجُ الواضحُ البیّنُ، وکأنّهم یتوقعون وینتظرون هلاکهم، أو ذهاب آخر فرصة، أو ینتظرون اُموراً مستحیلة.

فیقول أولا: (هل ینظرون إلاّ أن تأتیهم الملائکة ) لتقبض أرواحهم.

(أو یأتی ربّک ) إلیهم فیرونه، حتى یؤمنوا به.

ویراد من هذا الکلام فی الحقیقة أنّهم ینتظرون اُموراً مستحیلة، لا أنّ مجیء الله سبحانه وتعالى أو رؤیته اُمور ممکنة.

وهذا النوع من البیان والکلام أشبه ما یکون بمن یقول لشخص مجرم معاند، بعد أن یریه ما لدیه من وثائق کافیة دامغة وهو مع کل هذا ینکر جنایته: إذا کنتَ لا تقبل بکل هذه الوثائق، فلعلّک تنتظر أن یعود المقتول إلى الحیاة، ویحضر فی المحکمة لیشهد علیک بأنّک الذی قتلَته؟

ثمّ یقول: أو أنّکم تنتطرون أن تتحقق بعض الآیات الإلهیّة والعلامات الخاصّة بیوم

القیامة ونهایة العالم یوم تنسدّ کلُ أبواب التوبة: (أو یأتی بعض آیات ربّک

وعلى هذا الأساس فإنَّ عبارة (آیات ربّک ) وإن جاءت بصورة کلیّة وعلى نحو الإجمال، ولکنّها یمکن أن تکون بقرینة العبارات اللاحقة التی سیأتی تفسیرها، بمعنى علامات القیامة، مثل الزلازل المخیفة، وفقدان الشمس والقمر والکواکب لأنوارها وأضوائها، وما أشبه ذلک.

أو یکون المراد من ذلک المطالیب غیر المعقولة التی یطلبونها من رسول الله (صلى الله علیه وآله)، ومن جملتها أنّهم لا یؤمنون به إلاّ أن تمطر علیهم السماء حجارة، أو تمتلیء صحاری الحجاز القفراء الیابسة بالینابیع والنخیل!!

ثمّ یضیف عقیب ذلک قائلا: (یوم یأتی بعض آیات ربّک لا ینفع نفساً إیمانها لم تکن آمنت من قبل أو کسبت فی إیمانها خیراً ) فأبواب التوبة حینذاک مغلقة فی وجوه الذین لم یؤمنوا إلى تلک الساعة، لأنّ التوبة ساعتئذ تکون ذات صبغة اضطراریة إجباریة، وفاقدة لمعطیات الإیمان الاختیاری وقیمة التوبة النصوح.

هذا، ویتّضح ممّا قیل أنّ عبارة (أو کسبت فی إیمانها خیراً ) تعنی أنّ الإیمان وحده لا ینفع فی ذلک الیوم، بل حتى اُولئک الذین آمنوا من قبل، ولکنّهم لم یعملوا عملا صالحاً، لم ینفعهم فی ذلک الیوم أن یعملوا عملا صالحاً، لأنّ أوضاعاً کتلک تسلبُ من الإنسان القدرة على إرتکاب الذنب، وتقوده نحو العمل الصالح بصورة جبریة لا مفرّ منها، فلا یکون لمثل هذا العمل أیّة قیمة ذاتیة.

ثمّ إنّه فی المقطع الأخیر من الآیة یوجّه تهدیداً شدیداً إلى هؤلاء الأشخاص المعاندین، إذ یقول بنبرة شدیدة: (قل انتظروا إنّا منتظِرون ).

سورة الأنعام / الآیة 158 لا فائدة للإیمان بدون عمل:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma