بعض الحیوانات المحرّمة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 145 جوابٌ على سؤال:

ثمّ إنّه تعالى ـ بهدف تمییز المحرمات الإلهیّة عن البِدِع التی أحدثها المشرکون وأدخلوها فی الدین الحق ـ أمر نبیّه (صلى الله علیه وآله) فی هذه الآیة بأن یقول لهم بکلّ صراحة، ومن دون إجمال أو إبهام: (قل لا أجد فی ما أُوحی إلیّ ) من الشریعة أىّ شیء من الأطعمة یکون (محرّماً على طاعِم یَطعمُه ) من ذکر أو اُنثى، وصغیر أو کبیر.

اللّهم (إلاَّ ) عدّة أشیاء، الأوّل: (أن یکون مَیتةً ).

(أو ) یکون (دماً مسفوحاً ) وهو ما خرج من الذبیحة عند التذکیة بالقدر المتعارف (لا الدّماء التی تبقى فی جسم الذبیحة فی عروقها الشعریة الدقیقة، بعد خروج قدر کبیر منها بعد الذبح).

(أو لحم خنزیر ).

لأنّ جمیعَ هذه الأشیاء رِجس ومنشأٌ لمختلف الأضرار (فإنَّه رِجس ).

إنّ الضَمیر فی «فإنّه» وإن کان ضمیر الإفراد، إلاّ أنَّه یرجع ـ حسبَ ما یذهب إلیه أکثُر المفسّرین ـ إلى الأقسام الثلاثة المذکورة فی الآیة (المیتة، الدم، لحم الخنزیر) فیکون معنى

الجملة الأخیرة هی: فإنَّ کلّ ما ذُکِر رجس (1). وهذا هو المناسِب لظاهر الآیة وهو عودة الضمیر إلى جمیع تلک الأقسام، إذ لا شک فی أنّ المیتة والدم هما أیضاً رجس کلحم الخنزیر.

ثمّ أشار تعالى إلى نوع رابع فقال: (أو فسقاً أُهِلَّ لغیرِ الله به ) (2) أی التی لم یذکر اسم الله علیها عند ذبحها.

والجدیر بالتأمل أنّه ذکرت لفظة «فسقاً» بدلا عن کلمة «الحیوان».

و«الفسق» کما أسلفنا یعنی الخروج عن طاعة الله وعن رسم العبودیة، ولهذا یُطلق على کل معصیة عنوان الفسق.

وأمّا ذکر هذه اللفظة فی هذا المورد فی مقابل الرجس الذی اُطلق على الموارد الثلاثة المذکورة سابقاً، فیمکن أن یکون إشارة إلى أنّ اللحوم المحرمة على نوعین:

اللحوم المحرّمة لخباثتها بحیث تنفر منها الطباع، وتوجب أضراراً جسدیة، ویطلق علیها وصف الرجس (أی النجس).

اللحوم التی لا تعدّ من الخبائث، ولا تستتبع أضراراً جسمیّة وصحیّة، ولکنّها ـ من الناحیة الأخلاقیة والمعنویة ـ تدلُّ على الإبتعاد عن الله وعن جادّة التوحید، ولهذا حُرّمت أیضاً.

وعلى هذا الأساس لا یجب أن نتوّقع أن تنطوی اللحوم المحرمة دائماً على أضرار صحیّة، بل ربّما حُرّمت لأجل أضرارها المعنویة والأخلاقیة، ومن هنا یتّضح أنّ الشروط الإسلامیة المقرَّرة فی الذبح على نوعین أیضاً:

بعضها ـ مثل قطع الأوداج الأربعة، وخروج القدر المتعارف من دم الذبیحة ـ لها جانب صحِّی.

وبعضها الآخر ـ مثل توجیه مقادیم الذبیحة نحو القبلة عند الذبح، وذکر اسم الله عنده، وکون الذابح مسلماً ـ لها جانب معنویّ.

ثمّ إنّه سبحانه استثنى ـ فی آخر الآیة ـ من اضطر إلى تناول شیء ممّا ذکر من اللحوم المحرَّمة، کما لو لم یجد أیّ طعام آخر وتوقّفت حیاته على تناول شیء من تلک اللحوم، إذ قال: (فمن اضطُرَّ غیر باغ ولا عاد فإنَّ ربّک غفُورٌ رحیمٌ ) (3) یعنی أنّ من اضطرّ إلى أکل شیء ممّا ذکرِ من المنهیّات فلا إثم علیه، بشرط أن یکون للحفاظ على حیاته، لا للذة، ولا مستحلاًّ لما حرّمه الله، أو متجاوزاً حدّ الضرورة، ففی هذه الصورة (فانّ ربّک غفور رحیم ).

وإنّما اشترِطَ هذان الشرطان لکی لا یتذرّع المضطرون بهذه الإباحة فیتعدّوا حدودَ ما قرَّره الله بحجة الاضطرار، ویتخذوا من ذلک ذریعة لتجاهل حِمى القوانین الإلهیّة.

ولکنّنا نقرأ فی بعض الأحادیث الواردة عن آل البیت (علیهم السلام)، مثل الحدیث المنقول عن الإمام الصادق (علیه السلام): «الباغی:الظالم، والعادی: الغاصب» (4).

کما نقرأ فی حدیث آخر منقول عن الإمام (علیه السلام) أنّه قال: «الباغی: الخارج على الإمام، والعادی: اللص» (5).

هذه الرّوایات ونظائرها تشیر إلى أنّ الاضطرار إلى تناول اللحوم المحرّمة یتّفق عادة فی الأسفار، فإذا أقدم أحد على السَفَر فی سبیل الظلم أو الغصب أو السرقة ثمّ فَقَد الطعامَ الحلال فی خلال السفر لم یجز له تناول اللحوم المحرّمة، وإن کانت وظیفته ـ للحفاظ على حیاته من التلف ـ هو التناول من تلک اللحوم، ولکنّه یعاقب على إثمه هذا، لأنّه أوجد بنفسه المقدمات لمثل هذا السَفَر الحرام، وعلى کلّ حال فإنَّ هذه الرّوایات تنسجم مع المفهومِ الکلیّ للآیة انسجاماً کاملا.


1. وفی الحقیقة یکون معنى کلمة «فإنّه» هو «فإنّ ما ذُکِرَ».
2.«اُهِلَّ» أصله «الإهلال» ، وهو مأخوذ فی الأصل من الهلال، والإهلال یعنی رفع الصَوت عند رؤیة الهلال، ثمّ استعمل لکل صوت رفیع، کما أنّه یطلق على بکاء الصبی عند الولادة الإستهلال، وحیث إنّهم کانوا یذکرون أسماء أصنامهم بصوت عال عند ذبح الأنعام عبِرّ عن فعلهم هذا بالإهلال.
3.«الباغی» من «البَغْی» وهو یعنی الطلب، «والعادی» من «العَدْو» وهو یعنی التجاوز.
4. بحار الأنوار، ج 62، ص 136 و137.
5. المصدر السابق.
سورة الأنعام / الآیة 145 جوابٌ على سؤال:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma