لمّا کانت هذه السورة تحارب الشرک وعبادة الأصنام ویدور فیها الکلام أکثر ما یدور على المشرکین وعبدة الأصنام، وتستخدم مختلف الأسالیب لإیقاظهم، فهی تستخدم هنا حکایة إبراهیم بطل التوحید، وتشیر إلى منطقه القوی فی تحطیم الأصنام ضمن بضع آیات.
من الجدیر بالإنتباه أنّ القرآن فی کثیر من بحوثه عن التوحید ومحاربة عبادة الأصنام یستند إلى هذه الحقیقة، لأنّ إبراهیم (علیه السلام)کان یحظى باحترام الأقوام کافّة، وعلى الأخص مشرکی العرب.
یقول: إنّ إبراهیم وبّخ أباه (عمّه) قائلا: أتختار هذه الأصنام الحقیرة التی لا حیاة فیها آلهة للعبادة: (وإذ قال إبراهیم لأبیه آزر أتتّخذ أصناماً آلهة إنّی أراک وقومک فی ضلال مبین )وأی ضلال أشدّ وأوضح من أن یجعل الإنسان ما یخلقه بیده إلهاً یعبده، ویتخذ من کائن جامد لا روح فیه ولا إحساس ملجأ یفزع إلیه ویبحث عن حلّ مشاکله عنده.