التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 51 سورة الأنعام / الآیة 52 ـ 53

فی ختام الآیة السابقة ذکر سبحانه عدم استواء الأعمى بالبصیر، وفی هذه الآیة یأمر نبیّه أن ینذر الذین یخشون یوم القیامة (وأنذر به الذین یخافون أن یحشروا إلى ربّهم ) أی إنّ هؤلاء لهم هذا القدر من البصیرة بحیث یحتملون وجود حساب وجزاء، وفی ضوء هذا الاحتمال والخوف من المسؤولیة تتولّد فیهم القابلیة على التلقّی والقبول.

سبق أن قلنا: إنّ وجود القائد المؤهّل والبرنامج التربوی الشامل لا یکفیان وحدهما لهدایة الناس، بل ینبغی أن یکون لدى هؤلاء الناس الإستعداد لتقبّل الدعوة، تماماً مثل أشعة الشمس التی لا تکفی وحدها لتشخیص معالم الطریق، بل لابدّ من وجود العین الباصرة أیضاً، ومثل البذرة السلیمة التی لا یمکن أن تنمو بغیر وجود الأرض الصالحة للزراعة.

یتّضح من هذا أنّ الضمیر فی «به» یعود على القرآن، وهذا یتبیّن من القرائن، على الرغم من أنّ کلمة «قرآن» لم تذکر فی الآیات السابقة بصراحة.

کما أنّ المقصود من «یخافون» أی یحتملون وجود الضرر، إذ یخطر ببال کل عاقل یستمع إلى دعوة الأنبیاء الإلهیین، بأنّ من المحتمل أن تکون دعوة هؤلاء صادقة، وأنّ الإعراض عنها یوجب الخسران والضرر، ویستنتج من ذلک أنّ من الخیر له أن یدرس الدعوة ویطّلع على الأدلة.

وهذا واحد من شروط الهدایة، وهو ما یطلق علیه علماء العقائد اسم «لزوم دفع الضرر المحتمل» ویعتبرونه دلیل وجوب دراسة دعوى من یدعی النّبوة، ولزوم المطالعة لمعرفة الله.

ثمّ یقول: إنّ أمثال هؤلاء من ذوی القلوب الواعیة یخافون ذلک الیوم الذی لیس فیه غیر الله ملجأ ولا شفیع: (لیس لهم من دونه ولىّ ولا شفیع ).

نعم، أنذر أمثال هؤلاء الناس وادعهم إلى الله، إذ أنّ الأمل فی هدایتهم موجود: (لعلّهم یتّقون ).

بدیهی أنّ نفی «الشفاعة» و«الولایة» فی هذه الآیة عن غیر الله لا یتناقض مع شفاعة أولیاء الله وولایتهم، إذ إنّنا سبق أن أشرنا إلى أنّ المقصود هو نفی الشفاعة والولایة بالذات، أی أنّ هذین الأمرین مختصّان ذاتاً بالله، فإذا کان لأحد غیره مقام الشفاعة والولایة فبإذن منه وبأمره، کما یصرح القرآن بذلک: (من ذا الذی یشفع عنده إلاّ بإذنه )(1).

للمزید من التوضیح بشأن الشفاعة عموماً، ذیل الآیة 48 من سورة البقرة، من هذا التّفسیر.


1. البقرة، 255.
سورة الأنعام / الآیة 51 سورة الأنعام / الآیة 52 ـ 53
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma