لابدّ من إزالة آثار الشرک:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 118 ـ 120 سورة الأنعام / الآیة 121

هذه الآیات فی الحقیقة واحدة من نتائج البحوث التی سبقت فی التوحید والشرک، لذلک تبدأ الآیة الاُولى بفاء التفریع التی یؤتى بعدها بالنتیجة.

الآیات السابقة تناولت بأسالیب متنوعة حقیقة التوحید وإثبات بطلان الشرک وعبادة الأصنام.

ومن نتائج ذلک أنّ على المسلمین أن یمتنعوا عن أکل لحوم القرابین التی تذبح باسم الأصنام، بل علیهم أن یأکلوا من لحم ما ذکر اسم الله علیه، حیث کان من عادة العرب أن یذبحوا القرابین لأصنامهم، ویأکلوا من لحومها للتبرک بها، وکان هذا جزءاً من عبادتهم الأصنام، لذلک یبدأ القرآن بالقول: (فکلوا ممّا ذکر اسم الله علیه إن کنتم بآیاته مؤمنین ).

أی إنّ الإیمان لیس مجرّد قول وادعاء وعقیدة ونظریة، بل لابدّ أن یظهر على صعید العمل أیضاً، فالذی یؤمن بالله یأکل من هذه اللحوم فقط.

بدیهی أنّ الفعل «کلوا» لا یعنی الوجوب، بل یعنی إباحة أکلها وحرمة أکل ما عداها.

ومن هذا یتبیّن أنّ حرمة الذبائح التی لم یذکر اسم الله علیها، لیست من وجهة النظر الصحیة حتى یقال: ما الفائدة الصّحیة من ذکر اسم الله على الذبیحة بل لها خلفیة أخلاقیة

ومعنویة وتستهدف تثبیت قواعد التوحید وعبودیة الله الواحد الأحد.

الآیة التّالیة تورد هذا الموضوع نفسه بعبارة مغایرة مع مزید من الاستدلال، فتقول: لم لا تأکلون من اللحوم التی ذکر اسم الله علیها، فی الوقت الذی بیّن الله لکم ما حرم علیکم؟ (وما لکم ألاّ تأکلوا ممّا ذکر اسم اللّه علیه وقد فصّل لکم ما حرّم علیکم ).

مرّة اُخرى نشیر إلى أنّ التوبیخ والتوکید لیسا من أجل ترک أکل اللحم الحلال، بل الهدف هو أنّ هذه هی ما ینبغی أن تأکلوا منها، لا من غیرها، وبعبارة اُخرى: التوکید هنا على النقطة المقابلة لمفهوم العبارة، من هنا استدل على ذلک بالقول: (وقد فصّل لکم ما حرّم علیکم ).

أمّا موضع هذا التفصیل فقد یتصوّر البعض أنّه فی سورة المائدة، أو فی آیات من هذه السورة الأنعام، 145.

ولمّا کانت هذه السورة قد نزلت فی مکّة، وسورة المائدة نزلت بالمدینة، والآیات التّالیة من هذه السورة لم تکن قد نزلت بعد فإنّ أیّاً من هذین الاحتمالین غیر صحیح، فالموضوع إمّا أن یکون الآیة 115 من سورة النحل التی تذکر بعض اللحوم المحرّم أکلها، وخاصّة التی لم یذکر علیها اسم الله، أو أن یکون المراد التعالیم التی کان رسول الله (صلى الله علیه وآله) بیّنها بشأن اللحوم، لأنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) لم یکن یتحدّث إلاّ بوحی.

ثمّ یستثنی من ذلک حالة واحدة: (إلاّ ما اضطررتم إلیه ) سواء کان هذا الاضطرار ناشئاً من وجود الإنسان فی البیداء وتحت ضغط الجوع الشدید، أو الوقوع تحت سیطرة المشرکین الذین قد یجبرونه على أکل لحومهم.

ثمّ تشیر الآیة إلى أنّ کثیراً من الناس یحاولون أن یضلوا الآخرین عن جهل أو عن إتباع الهوى: (وإنّ کثیراً لیضلّون بأهوائهم بغیر علم ).

وعلى الرغم من أنّ إتباع الهوى مصحوب دائماً بالجهل، ولکنّه یکرر ذلک للتوکید فیقول: (...بأهوائهم بغیر علم ).

یستفاد من هذا التعبیر أیضاً انّ العلم الصحیح لا یقترن بإتّباع الهوى والإنسیاق مع الخیال، وحیثما اقترن فهو الجهل لا العلم.

یلزم القول أنّ الجملة المذکورة ربّما تکون إشارة إلى ما کان سائداً بین المشرکین العرب الذین کانوا یسوّغون لأنفسهم أکل لحوم الحیوانات المیتة بالقول: أیجوز أن تعتبر لحوم

الحیوانات التی نقتلها بأنفسنا حلالا، ولحوم الحیوانات التی یقتلها الله حراماً؟

بدیهی أنّ هذا لم یکن سوى سفسطة فارغة، لأنّ الحیوان المیت لیس حیواناً ذبحه الله لیمکن مقارنته بالحیوانات المذبوحة، إذ إنّ الحیوان المیت بؤرة الأمراض ولحمه فاسد، ولهذا حرّم الله أکله، وأخیراً یقول: (إنّ ربّک هو أعلم بالمعتدین ) الذین یحاولون بهذه الأدلة الواهیة تنکّب طریق الحق، بل یسعون إلى إضلال الآخرین.

الآیة الثّالثة تذکر قانوناً عاماً، فیحتمل أن یرتکب بعضهم هذا الإثم فی الخفاء، وتقول: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه ).

یقال إنّهم فی الجاهلیة کانوا یعتقدون أنّ الزنا إذا ارتکب فی الخفاء فلا بأس به، أمّا إذ إرتکب علناً فهو الإثم! والیوم ـ أیضاً ـ نجد اُناساً یسیرون وفق هذا المنطق الجاهلی فیخشون إرتکاب الإثم علانیة، ولکنّهم یرتکبون فی الخفاء ما یشاؤون من الآثام دون رادع من ضمیر.

إنّ هذه الآیة لا تدین هذا المنطق فحسب، بل تحمل مفاهیم واسعة، فهی بالإضافة إلى ما قلناه آنفاً، تتضمّن الکثیر من التفاسیر التی وردت للإثم الظاهر والباطن، من ذلک ـ مثلا ـ قولهم: إنّ الإثم الظاهر هو ما یرتکب بوساطة أعضاء الجسم، والإثم الباطن هو ما یرتکب فی القلب وفی النیّة والعزم.

ثمّ من باب تهدید المذنبین بما ینتظرهم من مصیر مشؤوم وتذکیرهم بذلک، تقول الآیة: (إنّ الّذین یکسبون الإثم سیجزون بما کانوا یقترفون ).

عبارة (یکسبون الإثم ) تعبیر رائع یشیر إلى أنّ الإنسان فی هذه الدنیا أشبه بأصحاب رؤوس الأموال الذین یدخلون سوقاً کبیرة، فرؤوس أموالهم الذکاء والعقل والعمر والشباب والطاقات المختلفة التی هی مواهب الله، فالمسکین ذاک الذی «یکتسب» الإثم بهذه المواهب بدل أن یکتسب السعادة والشخصیة الإنسانیة والتقوى والقرب إلى الله.

و «سیجزون» أی ینالون الجزاء فی المستقبل القریب... قد یشیر إلى یوم القیامة، وأنّه وإن بدا فی نظر بعضهم بعیداً، فهو فی الحقیقة قریب جدّاً، وإنّ هذا العالم سرعان ما تنطوی أیّامه ویحین المعاد.

وقد یکون إشارة إلى أنّ أغلب أفراد البشر ینالون فی هذه الدنیا بعض ما یستحقونه من نتائج أعمالهم السیئة بشکل ردود فعل فردیة واجتماعیة.

سورة الأنعام / الآیة 118 ـ 120 سورة الأنعام / الآیة 121
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma