ینبغی هنا ملاحظة النقاط التّالیة:
1ـ تعتبر الآیة أدعیاء النبوة والقادة المزیفین من أشدّ الظالمین، بل لا ظلم أشدّ من ظلمهم، لأنّهم یسرقون أفکار الناس ویهدمون عقائدهم ویغلقون بوجوههم أبواب السعادة ویحیلونهم إلى مستعمرین - فکریاً - لهم.
2ـ جملة (باسطوا أیدیهم ) قد تعنی أنّ ملائکة قبض الأرواح تبسط أیدیها إلیهم إستعداداً لقبض أرواحهم، وقد تعنی بسط أیدیهم للبدء بتعذیبهم.
3ـ (أخرجوا أنفسکم ) تعنی فی الواقع ضرباً من التحقیر تبدیه الملائکة نحو هؤلاء الظالمین، وإلاّ فإنّ إخراج الروح لیس من عمل هؤلاء، بل هو من واجب الملائکة، مثل ما یقال للمجرم عند إعدامه: مت! ولعلّ هذا التحقیر یقابل تحقیرهم لآیات الله وأنبیائه وعباده.
وفی الوقت نفسه تعتبر هذه الآیة دلیلا آخر على استقلال الروح وانفصالها عن الجسد، کما یستفاد من الآیة أنّ تعذیب هؤلاء یبدأ منذ لحظة قبض أرواحهم.