الجواب على سؤال مهم!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
جحدُ نعمة عظمى: روایة مجعولة:

هناک بین المفسّرین کلام فی المراد من الزوجین اللذین تکلّمت عنهما الآیتان الأولیان من الآیات محل البحث...

هل أنّ المراد من «النفس الواحدة» وزوجها آدم وحواء؟ مع أنّ آدم من الأنبیاء وحواء امرأة مؤمنة کریمة، (1) فکیف ینحرفان عن مسیر التوحید ویسلکان مسیر الشرک؟!

وإذا کان المراد من النفس الواحدة غیر آدم وتشمل الآیة جمیع أفراد البشر، فکیفَ ینسجم التعبیر إذاً وقوله تعالى (خلقکم من نفس واحدة)؟!

ثمّ بعد هذا ما المراد من الشرک، وأی عمل أو تفکیر قام به الزوجان فجعلا لله شرکاء؟!

وفی الجواب على مثل هذه الأسئلة نقول:

یوجد طریقان لتفسیر الآیتین هاتین «وما بعدهما»، ولعل جمیع ما قاله المفسّرون على اختلاف آرائهم یرجع إلى هذین الطریقین...

الأوّل: إنّ المراد من «نفس واحدة». هو الواحد الشخصی کما ورد هذا المعنى فی آیات اُخرى من القرآن أیضاً، ومنها أوّل آیة من سورة النساء.

والتعبیر بالنفس الواحدة ـ أساساً ـ جاء فی خمسة مواطن فی القرآن المجید، واحدة منها فی الآیة ـ محل البحث ـ والأربعة الاُخرى هی فی سورة النساء (الآیة الاُولى) وسورة الأنعام، الآیة 98، وسورة لقمان، الآیة 28، وسورة الزمر، الآیة 6، وبعض هذه الآیات لا علاقة لها ببحثنا هذا، وبعضها یُشبه الآیة محل البحث. فبناءً على ذلک فالآیات ـ محل البحث ـ تشیر إلى آدم وزوجه حوّاء فحسب!

وعلى هذا فالمراد بالشرک لیس هو عبادة غیرالله أو الإعتقاد باُلوهیة غیره، بل لعل المراد شی آخر من قبیل میل الإنسان لطفله، المیل الذی ربّما یجعله غافلا عن الله أحیاناً.

والتّفسیر الثانی: هو أنّ المراد من النفس الواحدة هو الواحد النوعی، أی إنّ الله خلقکم جمیعاً من نوع واحد کما خلق أزواجکم من جنسکم أیضاً.

وبذلک فإنّ الآیتین وما بعدهما من الآیات ـ محل البحث ـ تشیر إلى نوع الناس، فهم یدعون الله وینتظرون الولد الصالح فی کمال الإخلاص لله والإنقطاع إلیه، کالذین یحدق بهم الخطر فیلتجؤوا إلى اللّه، ویعاهدون اللّه على شکره بعد حلّ معضلاتهم، ولکن عندما یرزقهم الله الولد الصالح، أو یحلّ مشاکلهم ینسون جمیع عهودهم فإن کان الولد جمیلا قالوا: إنّه اکتسب جماله من أبیه أو اُمّه، وهذا هو قانون الوراثة. وتارةً یقولون: إنّ غذاؤه والظروف الصحیة تسببت فی نموّه وسلامته، وتارةً یعتقدون بتأثیر الأصنام ویقولون: إنّ ولدنا کان من برکة الأصنام وعطائها! وأمثال هذا الکلام...

وهکذا یهملون التأثیر الرّبانی بشکل عام، ویرون العلّة الأصلیة هی العوامل الطبیعیة أو المعبودات الخرافیة (2).

والقرائن فی الآیات ـ محل البحث ـ تدل على أنّ التّفسیر الثّانی أکثر انسجاماً وأکثر تفهماً لغرض الآیة، لأنّه:

أوّلا: إنّ تعبیرات الآی تحکی عن حال زوجین کانا یعیشان فی مجتمع ما من قبل، ورأیا الأبناء الصالحین وغیرالصالحین فیه، ولهذا طلبا من الله وسألاه أن یرزقهما الولد الصالح، ولو کانت الآیات تتکلم على آدم وحواء فهو خلاف الواقع، لأنّه لم یکن یومئذ ولد صالح وغیر صالح حتى یسألا الله الولد الصالح.

ثانیاً: الضمائر الواردة فی آخر الآیة الثّانیة والآیات التی تلیها، کلها ضمائر «جمع» ویستفاد من هذا أنّ المراد من ضمیر التثنیة هو إشارة إلى الفریقین لا إلى الشخصین.

ثالثاً: إنّ الآیات التی تلت الآیتین الأوّلیین تکشف عن أنّ المقصود بالشرک هو عبادة الأصنام، لا محبّة الأولاد والغفلة عن الله، وهذا الأمر لا ینسجم والنّبی آدم وزوجه!

فبملاحظة هذه القرائن یتّضح أنّ الآیات ـ محل البحث ـ تتکلم عن نوع الإنسان وزوجه لیس إلاّ.

وکما ذکرنا فی الجزء الثّانی من التّفسیر الأمثل أنّ خلق زوج الإنسان من الإنسان لیس معناه أن جزءاً من بدنه انفصل عنه وتبدل إلى زوج له یسکن إلیه «کما ورد فی روایة إسرائیلیة أن حواء خلقت من ضلع آدم الأیسر!».

بل المراد أن زوج الإنسان من نوعه وجنسه، کما نقرأ فی الآیة 21 من سورة الروم قوله تعالى: (و من آیاته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجاً لتسکنوا إلیها).


1. بحارالانوار، ج 11، ص 249 و253.
2. یرى بعض المفسّرین أن بدایة الآیة یتعلق بآدم وحواء، وذیل الآیة تتعلق بأبناء آدم وحواء، وهذا تکلّف، لأنّه یحتاج إلى حذف وتقدیر، وهو لا ینسجم وظاهر الآیة.
جحدُ نعمة عظمى: روایة مجعولة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma