إنذار إلى کل أبناء آدم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 26 ـ 28 نزول اللباس!

إنّ قصة آدم ومشکلته مع الشیطان ـ کما أسلفنا فی آخر بحث فی الآیات السابقة ـ عکست تصویراً واقعیاً عن حیاة جمیع أفراد البشر على الأرض، ولهذا بیّن الله تعالى فی الآیات الحاضرة وما بعدها سلسلة من التعالیم والبرامج البنّاءة لجمیع أبناء آدم، وهی تعتبر فی الحقیقة استمراراً لبرامج آدم فی الجنّة.

ففی البدایة یشیر إلى مسألة اللباس وستر سَوءات البدن التی کان لها دور مهم فی قصّة آدم، إذ یقول: (یا بنی آدم قد أنزلنا علیکم لباساً یواری سوآتکم ).

ولکن فائدة اللباس الذی أرسلناه لکم لا تقتصر على ستر البدن وإخفاء العیوب والسوءآت، بل للتجمل والزینة أیضاً حیث یجعل أجسامکم أجمل ممّا هی علیه. (وریشاً ).

وکلمة «ریش» فی الأصل هو ما یستر أجسام الطیور، وحیث إنّ ریش الطیور هو اللباس الطبیعی فی أجسامها، لهذا اُطلِق على نوع من أنواع الألبسة، ولکن حیث إنّ ریش

الطیر فی الأغلب مختلف الألوان جمیلها، لذلک تتضمّن هذه الکلمة مفهوم الزینة والجمال، هذا مضافاً إلى أنّه تطلق کلمة الریش على الأقمشة التی تلقى على سَرْج الفرس أو جهاز البعیر.

وقد أطلق بعض المفسّرین وأهل اللغة هذه اللفظة على معنى أوسع أیضاً، وهو کل نوع من أنواع الأثاث والحاجیات التی یحتاج إلیها الإنسان، ولکن الأنسب فی الآیة الحاضرة هو الألبسة الجمیلة وثیاب الزینة.

ثمّ تحدث القرآن عقیب هذه الجملة التی کانت حول اللباس الظاهری، عن حدّ اللباس المعنوی تبعاً لسیرته فی الکثیر من الموارد التی تمزج بین الجانبین المادی والمعنوی، الظاهری والباطنی إذ قال: (ولباس التّقوى ذلک خیر ).

وتشبیه التقوى باللباس تشبیه قوی الدلالة، معبّرٌ جدّاً، لأنّه کما أنّ اللباس یحفظ البدن من الحرّ والقرّ، یقی الجسم عن الکثیر من الأخطار، ویستر العیوب الجسمانیة، وهو بالإضافة إلى هذا وذاک زینة للإنسان، ومصدر جمال، کذلک روح التقوى، فإنّها مضافاً إلى ستر عیوب الانسان، ووقایته من الکثیر من الأخطار الفردیة والاجتماعیة، تعدّ زینة کبرى له... زینة ملفتة للنظر تضیف إلى شخصیته رفعة وسمّواً، وتزیدها جلالا وبهاءً.

ثمّ إنّ هناک مذاهب متعددة للمفسّرین فی تحدید المراد من لباس التقوى، وأنّه ما هو؟

فبعض فسّره بـ «العمل الصالح» وبعض بـ «الحیاء» وبعض بـ «لباس العبادة»، وبعض بـ « «لباس الحرب» مثل الدرع والخوذة، (1) وحتى الترس، لأنّ لفظة التقوى مشتقّة من مادة «الوقایة» بمعنى الحفظ والحمایة، وبهذا المعنى جاء فی القرآن الکریم أیضاً، کما نقرأ فی الآیة 81 سورة النحل: (وجعل لکم سرابیل تقیکم الحرّ وسرابیل تقیکم بأسکم... ).

ولکن للآیات القرآنیة ـ کما قلنا مراراً ـ معنىً واسعاً فی الغالب، ولها مصادیق متعددة ومختلفة، وفی الآیة الحاضرة ـ أیضاً ـ یمکن استفادة جمیع هذه المعانی منها.

وحیث إنّ لباس التقوى فی هذه الآیة موضوع فی مقابل اللباس الساتر للبدن، لهذا یبدو للنظر أنّ المراد منه هو «روح التقوى» التی تحفظ الإنسان، وتنطوی تحتها معانی «الحیاء» و«العمل الصالح» وأمثالهما.

ثمّ إنّ الله تعالى یقول فی ختام الآیة: (ذلک من آیات الله لعلّهم یذّکّرون ) أی إنّ هذه الألبسة التی جعلها الله لکم، سواء الألبسة المادیة أو المعنویة، اللباس الجسمانی أو لباس التقوى، کلّها من آیات الله لیتذکر الناس نعم الربّ تعالى.


1. بحارالانوار، ج 34، ص 66 و67; اصول الکافی، ج 5، ص 4.
سورة الأعراف / الآیة 26 ـ 28 نزول اللباس!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma