تفرق الیهود وتشتتهم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 167 ـ 168سورة الأعراف / الآیة 169 ـ 170

هاتان الآیتان تشیران إلى بعض العقوبات الدنیویة التی أصابت جماعة من الیهود خالفت أمر الله تعالى، وسحقت الحق والعدل والصدق.

فیقول فی البدایة: واذکروا یوم أخبر الله بأنّه سیسلّط على هذه الجماعة العاصیة المتمردة فریقاً یجعلها حلیفة العذاب والأذى إلى یوم القیامة (وإذ تأذّن ربّک لیبعثنَّ علیهم إلى یوم القیامة من یسومهم سوء العذاب).

و«تأذَّن» و«أذّن» کلاهما بمعنى الإخبار والإعلام، وکذا جاء بمعنى الحلْف والقَسَم، وفی هذه الصورة یکون معنى الآیة أنّ الله تعالى أقسم بأن یکون مثل هؤلاء الأشخاص معذّبین إلى یوم القیامة.

ویُستفاد من هذه الآیة أنّ هذه الجماعة المتمرّدة الطاغیة لن ترى وجه الإستقرار والطمأنینة أبداً، وإن أسّست لنفسها حکومة وشیّدت دولة، فإنّها مع ذلک ستعیش حالة اضطراب دائم وقلق مستمر، إلاّ أن تغیّر ـ بصدق ـ سلوکها، وتکفّ عن الظلم والفساد.

وفی ختام الآیة یضیف تعالى قائلا: (إنّ ربّک لسریع العقاب وإنّه لغفور رحیم) فبالنسبة إلى الکفّار سریع العقاب، وبالنسبة للمذنبین التائبین غفور رحیم.

وهذه الجملة تکشف عن أنّ الله قد ترک الباب مفتوحاً أمامهم حتى لا یظن أحد أنّه قد

کُتب علیهم المصیر المحتوم والشقاء الابدی الذی لا خلاص منه.

وفی الآیة اللاحقة یشیر تعالى إلى تفرّق الیهود فی العالم فیقول: (وقطّعناهم فی الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلک) فهم متفرقون منقسمون على أنفسهم بعضهم صالحون، ولهذا عندما سمعوا بنداء الإسلام وعرفوا دعوة النّبی محمّد (صلى الله علیه وآله)آمنوا به، وبعضهم لم یکونوا کذلک بل ترکوا الحق وراءهم ظهریاً، ولم یرتدعوا عن معصیة فی سبیل ضمان مصالحهم وحیاتهم المادیة.

ومرّة اُخرى تتجلى هذه الحقیقة فی هذه الآیة وهی أنّ الإسلام لا یعادی العنصر الیهودی، ولا یشجبهم لکونهم أتباع دین معیّن، أو منتمین إلى عنصر وعرق معیّن، بل یجعل أعمالهم هی مقیاس تقییمهم.

ثمّ یضیف تعالى قائلا: (وبلوناهم بالحسنات والسّیّئات لعلّهم یرجعون).

أی ربّما نکرمهم ونجعلهم فی رفاه ونعمة حتى نثیر فیهم روح الشکر، ویعودوا إلى طریق الحق. وربّما نغرقهم فی الشدائد والمصاعب والمصائب حتى ینزلوا عن مرکب الغرور والأنانیة والتکبر، ویقفوا على عجزهم، لعلهم یستیقظون ویعودون إلى الله، والهدف فی کلتا الحالتین هو التربیة والهدایة والعودة إلى الحق.

وعلى هذا الأساس تشمل «الحسنات» کل نعمة ورفاه واستقرار، کما تشمل «السّیّئات» کل نقمة وشدة، وحصر هذین المفهومین فی دائرة ضیّقة معیّنة لا دلیل علیه.

سورة الأعراف / الآیة 167 ـ 168سورة الأعراف / الآیة 169 ـ 170
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma