ماهو «الخلق» و«الأمر»؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
ماهوالعرش؟ سورة الأعراف / الآیة 55 ـ 56

هناک کلام کثیر بین المفسّرین حول المراد من «الخلق» و«الأمر» ولکن بالنظر إلى القرائن الموجودة فی هذه الآیة ـ والآیات القرآنیة الاُخرى - یستفاد أنّ المراد من «الخلق» هو الخلق والإیجاد الأوّل. والمراد من «الأمر» هو السنن والقوانین الحاکمة على عالم الوجود بأسره بأمر الله تعالى، والتی تقود الکون فی مسیره المرسوم له.

إنّ هذا التعبیر ـ فی الحقیقة ـ ردّ على الذین یتصورون أنّ الله خلق الکون ثمّ ترکه لحاله وأهله، وجلس جانباً. أی إنّ العالم بحاجة إلى الله فی وجوده وحدوثه، دون بقائه واستمراره.

إنّ هذه الجملة تقول: کلاّ، بل إنّ العالم کما یحتاج فی حدوثه إلى الله، کذلک یحتاج فی تدبیره واستمرار حیاته وإدارة شؤونه إلى الله، ولو أنّ الله صرف عنایته ولطفه عن الکون لحظة واحدة لتبدد النظام وانهار وانهدم بصورة کاملة.

وقد مال بعض الفلاسفة إلى أن یفسّر عالم «الخلق» بعالم «المادة» وعالم «الأمر» بعالم «ما وراء المادة» لأنّ لعالم الخلق جانباً تدریجیاً، وهذه هی خاصیة المادة. ولعالم الأمر جانباً دفعیاً وفوریاً، وهذه هی خاصیة عالم ما وراء المادة، کما نقرأ فی قوله تعالى: (إنّما أمره إذا أراد شیئاً أن یقول له کن فیکون ) (1).

ولکن بالنظر إلى موارد استعمال لفظة الأمر فی آیات القرآن، وحتى عبارة (والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره ) الواردة فی الآیة المبحوثة یستفاد أنّ الأمر یعنی کل أمر إلهی سواء فی عالم المادة أو فی عالم ما وراء المادة (فتدبّر).

ثمّ فی ختام الآیة یقول: (تبارک الله ربّ العالمین ).

فی الحقیقة إنّ هذه الجملة ـ بعد ذکر خلق السماوات والأرض واللیل والنهار والشمس والقمر والنجوم وتدبیر عالم الوجود ـ نوع من الثناء على الذات الربوبیة المقدسة، وقد سیق لتعلیم العباد.

و «تبارک» من مادة البرکة وأصلها «بَرْک» ومعناها صدر البعیر، حیث إنّ الإبل عندما تستقر فی مکان ما تلصق صدورها على الأرض، لهذا اتخذت هذه الکلمة تدریجیاً معنى الثبوت والإستقرار والإستتباب، ثمّ وصفت وسمّیت کل نعمة مستقرة ودائمة، وکل کائن طویل العمر، ومستمر الآثار والخیرات، بأنّه موجود مبارک، ویقال أیضاً للمکان الذی یتجمع فیه الماء «برکة» لبقائه فی ذلک المکان مدة طویلة.

من هنا یتّضح أنّ رأس المال «المبارک» هو الذی یتصف بالدوام، والکائن «المبارک» هو الموجود المستدیم الآثار، ومن البدیهی أنّ ألیق وجود لهذه الصفة هو وجود الله تعالى، فهو وجود مبارک أزلی أبدی، وهو بالتالی منشأ جمیع البرکات والخیرات، ومنبع الخیر المستمر (تبارک الله ربّ العالمین ) (وسوف نتحدث فی هذا المجال فی تفسیر الآیة 92 من سورة الأنعام أیضاً).


1. یس، 82.
ماهوالعرش؟ سورة الأعراف / الآیة 55 ـ 56
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma