مصیر المتکبرین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 146 ـ 147 سورة الأعراف / الآیة 148 ـ 149

البحث فی هاتین الآیتین هو فی الحقیقة نوع من عملیة استنتاج من الآیات الماضیة عن مصیر فرعون وملئه والعصاة من بنی إسرائیل، فقد بیّن الله فی هذه الآیات الحقیقة التالیة وهی: إذا کان الفراعنة أو متمرّدو بنی إسرائیل لم یخضعوا للحق مع مشاهدة کل تلک المعاجز والبینات، وسماع کل تلکم الحجج والآیات الإلهیّة، فذلک بسبب أنّنا نصرف المتکبرین والمعاندین للحق ـ بسبب أعمالهم ـ عن قبول الحق.

وبعبارة اُخرى: إنّ الإصرار على تکذیب الآیات الإلهیّة قد ترک فی نفوسهم وأرواحهم أثراً عجیباً، بحیث خلق منهم أفراداً متصلبین منغلقین دون الحق، لا یستطیع نور الهدى من النفوذ إلى قلوبهم.

ولهذا یقول أوّلا: (سأصرف عن آیاتی الّذین یتکبّرون فی الأرض بغیر الحقّ ).

ومن هنا یتّضح أنّ الآیة الحاضرة لا تنافی أبداً الأدلة العقلیة حتى یقال بتأویلها کما فعل کثیر من المفسّرین ـ إنّها سنة إلهیة أن یسلب الله من المعاندین الألدّاء توفیق الهدایة بکل أشکاله وأنواعه، فهذه هی خاصیة أعمالهم القبیحة، ونظراً لإنتساب جمیع الأسباب إلى الله

الذی هو علّة العلل ومسبب الأسباب فی المآل فانّ عملیة سلب الهدایة نسبت إلیه.

وهذا الموضوع لا هو موجب للجبر، ولا مستلزم لأی محذور آخر، حتى نَعمد إلى توجیه الآیة بشکل من الأشکال.

هذا، ولابدّ من الإلتفات ـ ضمنیاً ـ إلى أنّ ذکر عبارة (بغیر الحقّ ) بعد لفظة: (یتکبّرون ) إنّما هو لأجل التأکید، لأنّ التکبر والشعور بالإستعلاء على الآخرین وإحتقار عباد الله یکون دائماً بغیر حق، وهذا التعبیر یشبه الآیه 61 من سورة البقرة، عندما یقول سبحانه: (ویقتلون النّبیّین بغیر الحقّ ) فقید بغیر الحق هنا قید توضیحی، وتوکیدی لأنّ قتل الأنبیاء هو دائماً بغیر حق.

خاصّة أنّها اُردِفَت بکلمة «فی الأرض» الذی یأتی بمعنى التکبر والطغیان فوق الأرض، ولا شک أنّ مثل هذا العمل یکون دائماً بغیر حق.

ثمّ أشار تعالى إلى ثلاثة أقسام من صفات هذا الفریق «المتکبر المتعنت» وکیفیة سلب توفیق قبول الحق عنهم.

الاُولى قوله تعالى: (وإن یروا کلّ آیة لا یؤمنوا بها ) إنّهم لا یؤمنون حتى ولو رأوا جمیع المعاجز والآیات، والثّانیة: (وإن یروا سبیل الرشد لا یتّخذوه سبیلا ) والثّالثة إنّهم على العکس (وإن یروا سبیل الغىّ یتّخذوه سبیلا ).

بعد ذکر هذه الصفات الثلاث الحاکیة برمتها عن تصلب هذا الفریق تجاه الحق، أشار إلى عللها وأسبابها، فقال: (ذلک بأنّهم کذّبوا بآیاتنا وکانوا عنها غافلین ).

ولا شک أنّ التکذیب لآیات الله مرّة ـ أو بضع مرات ـ لا یستوجب مثل هذه العاقبة، فباب التوبة مفتوح فی وجه مثل هذا الإنسان، وإنّما الإصرار فی هذا الطریق هو الذی یوصل الإنسان إلى نقطة لا یعود معها یمیّز بین الحسن والقبیح، والمستقیم والمعوج، أی یسلب القدرة على التمییز بین «الرشد» و«الغی».

ثمّ تبیّنُ الآیةُ اللاحقةُ عقوبةَ مثل هؤلاء الأشخاص وتقول: (والذین کذّبوا بآیاتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ).

و «الحبط» یعنی بطلان العمل وفقدانه للأثر والخاصّیة، یعنی أنّ مثل هؤلاء الأفراد حتى إذا عملوا خیراً فإنّ عملهم لن یعود علیهم بنتیجة (وللمزید من التوضیح حول هذا الموضوع راجع ما کتبناه عند تفسیر الآیة 217 من سورة البقرة).

وفی ختام الآیة أضاف بأنّ هذا المصیر لیس من باب الإنتقام منهم، إنّما هو نتیجة أعمالهم هم، بل هو عین أعمالهم ذاتها وقد تجسمت أمامهم (هل یجزون إلاّ ما کانوا یعملون )؟!

إنّ هذه الآیة نموذج آخر من الآیات القرآنیة الدالة على تجسّم الأعمال، وحضور أعمال الإنسان خیرها وشرها یوم القیامة.

سورة الأعراف / الآیة 146 ـ 147 سورة الأعراف / الآیة 148 ـ 149
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma