ما معنى «الظلم» هنا؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
التّفسیر سورة الأنعام / الآیة 84 ـ 87

یرى معظم المفسّرین أنّ معنى «الظلم» هنا هو «الشرک». وأنّ الآیة 13 من سورة لقمان: (إنّ الشّرک لظلم عظیم ) دلیل على ذلک.

وفی روایة منقولة عن ابن عباس أنّه عند نزول هذه الآیة شقّ على الناس فقالوا: یا رسول الله وأیّنا لم یظلم نفسه؟ (أی أنّ الآیة تشملهم جمیعاً)، فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله): «إنّه لیس الذی تعنون، ألم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: (... یا بنىّ لا تشرک بالله إنّ الشرک لظلم عظیم ) (1).

غیر أنّ لآیات القرآن معانی متعددة فی کثیر من الحالات بحیث یمکن أن یکون أحدها أوسع وأشمل، وهذا الاحتمال جائز فی هذه الآیة أیضاً، فیحتمل أن یکون «الأمن» عاماً یشمل الأمن من عقاب الله، والأمن من حوادث المجتمع المؤلمة، والأمن من الحروب والمفاسد والجرائم، وحتى الأمن النفسی لا یتحقق إلاّ عندما یسود المجتمع مبدآن معاً: الإیمان والعدالة الاجتماعیة، فإذا ما تزلزلت قاعدة الإیمان بالله، وزال الشعور بالمسؤولیة أمام الله، وحلّ الظلم محل العدالة الاجتماعیة، فلن یکون فی مثل هذا المجتمع أمان. لذلک فعلى الرغم من المساعی والجهود التی یبذلها فریق من العلماء فی العالم للحیلولة دون إنعدام الأمن، فإنّ الهوة بین العالم وحالة الأمن والإستقرار تتسع یوماً بعد یوم، إنّ السبب هو ما جاء فی الآیة المذکورة: تزلزل أرکان الإیمان، وقیام الظلم مقام العدالة.

إنّ تأثیر الإیمان فی الإطمئنان النفسی والهدوء الروحی لا یمکن إنکاره، کما لا تخفى على أحد حالات تبکیت الضمیر والقلق النفسی بسبب إرتکاب المظالم.

روی عن الإمام الصّادق (علیه السلام) فی قوله تعالى: (الذین آمنوا ولم یلبسوا إیمانهم بظلم ) قال: «بما جاء به محمّد (صلى الله علیه وآله) من الولایة، ولم یخلطوها بولایة فلان وفلان» (2).

هذا التّفسیر یستهدف ـ فی الحقیقة ـ بیان روح الموضوع فی الآیة الشریفة، إذ أنّ الکلام یدور حول ولایة الله وعدم خلطها بولایة غیره، ولمّا کانت ولایة أمیر المؤمنین علی (علیه السلام)بموجب (إنّما ولیکم الله ورسوله... ) (3) قبساً من ولایة الله ورسوله (صلى الله علیه وآله) والولایات غیر المعیّنة من قبل الله لیست کذلک، فإنّ هذه الآیة من خلال نظرة واسعة تشمل الجمیع، وعلیه لیس المقصود من هذا الحدیث أن ینحصر معنى الآیة فی هذا فقط، بل إنّ هذا التّفسیر قبس من مفهوم الآیة الأصلی.

لذلک نجد فی حدیث آخر عن الإمام الصّادق (علیه السلام) أنّه جعل هذه الآیة تشمل الخوارج الذین خرجوا من ولایة الله ودخلوا فی ولایة الشیطان (4).

الآیة التّالیة فیها إشارة إجمالیة لما مضى من بحث بشأن التوحید ومجابهة الشرک کما جاء على لسان إبراهیم، فتقول: (وتلک حجّتنا آتیناها إبراهیم على قومه ).

صحیح أنّ تلک الاستدلالات کانت منطقیة توصّل إلیها إبراهیم بقوّة العقل والإلهام الفطری غیر أنّ قوّة العقل والإلهام الفطری من الله، لذلک فإنّ الله ینسبها إلى نفسه ویوقعها فی القلوب المستعدة کقلب إبراهیم (علیه السلام).

ومن الجدیر بالملاحظة أنّ «تلک» اسم إشارة للبعید، غیر أنّها تستعمل أحیاناً للقریب للدلالة على أهمیّة المشار إلیه وعلوّ مقامه، مثل ذلک ما جاء فی أوّل سورة البقرة: (ذلک الکتاب لا ریب فیه ).

ثمّ تقول الآیة: (نرفع درجات من نشاء ) (5) ولکیلا یخامر بعضهم الشک فی أنّ الله یحابی فی إعطاء الدرجات لمن یشاء، تقول: إن الله متصف بالحکمة وبالعلم، فلا یمکن أن یرفع درجة من لا یستحق ذلک: (إنّ ربّک حکیم علیم ).


1. المصدر السابق، ص 99.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 740.
3. المائدة، 55.
4. تفسیر البرهان، ج 1، ص 538.
5. أنظر، تفسیر الآیة 145 من سورة النساء لمعرفة الفرق بین «الدرجة» و«الدرک».
التّفسیر سورة الأنعام / الآیة 84 ـ 87
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma