التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 90 ـ 93 سورة الأعراف / الآیة 94 ـ 95

تتحدث الآیة الاُولى عند الدعایات التی کان یبثّها معارضو شعیب ضدّ من یحتمل فیهم المیل إلى الإیمان به فتقول: (وقال الملأ الذین کفروا من قومه لئن اتّبعتم شعیباً إنّکم إذاً لخاسرون ).

والمقصود من الخسارة ـ هنا ـ الخسارات المادیة التی تصیب المؤمنین بدعوة شعیب، إذ من المسلّم عدم عودتهم إلى عقیدة الوثنیة، وعلى هذا الأساس کان یجب أن یخرجوا من بلدهم ودیارهم بالقهر، ویترکوا بیوتهم وأملاکهم.

وهناک احتمال آخر فی تفسیر الآیة، وهو أنّ مرادهم هو الأضرار المعنویة بالإضافة إلى الأضرار المادیة، لأنّهم کانوا یتصورون أنّ طریق النجاة یتمثل فی الوثنیة لا فی دین شعیب.

وعندما وَصَل أمرهُم إلى الإصرار على ضلاتهم، وَعلى إضلال غیرهم أیضاً، ولم یبق أی أمل فی إیمانهم وهدایتهم، حلّت بهم العقوبة إلالهیّة بحکم قانون حسم مادة الفساد، فأصابهم زلزالٌ رهیبٌ شدیدٌ بحیث تهاوى الجمیع أجساداً میّتة، فی داخل بیوتهم ومنازلهم (فأخذتهم الرجفة فأصبحوا فی دارهم جاثمین ).

وقد مرّ فی ذیل الآیة 78 من هذه السورة ـ تفسیر لفظة «جاثمین» وقلنا هناک أنّه قد استعملت عبارات وألفاظ مختلفة للتعبیر عن عامل هلاک هذه الجماعة لا منافاة بینها.

فمثلا: جاء فی شأن قوم شعیب ـ فی الآیة الحاضرة ـ أنّ عامل هلاکهم کان هو: «الزلزال»

وفی الآیة 94 من سورة هود أنّه «صیحة سماویة» وفی الآیة 189 من سورة الشعراء: أنّه «ظلة من السحاب القاتل» وتعود کلها إلى موضوع واحد، وهو أنّ العذاب المهلک کان صاعقة سماویة مخیفة، اندلعت من قلب السحب الکثیفة المظلمة، واستهدفت مدینتهم، وعلى أثرها حدث زلزال شدید (هو خاصیة الصواعق العظیمة) ودمّر کل شیء.

فی الآیة اللاحقة شرح القرآن الکریم أبعاد هذا الزلزال العجیب المخیف الرهیب بالعبارة التالیة: (الّذین کذّبوا شعیباً کأن لم یغنوا فیها ) (1). أی إنّ الذین کذبوا شعیباً اُبیدوا إبادة عجیبة، وکأنّهم لم یکونوا یسکنون تلک الدیار.

وفی ختام الآیة یقول: (الّذین کذّبوا شعیباً کانوا هم الخاسرون ).

وکأنّ هاتین الجملتین جواباً لأقوال معارضی شعیب، لأنّهم کانوا قد هدّدوا بأن یخرجوه هو وأتباعه فی حالة عدم انصرافهم من دین التوحید إلى الدین السابق، فقال القرآن: إنّهم اُبیدوا کاملة، وکأنّهم لم یسکنوا فی تلک المنازل، فضلا عن أن یستطیعوا إخراج غیرهم من البلد.

وفی مقابل قولهم: إنّ أتِّباع شعیب یستلزم الخسران، قال القرآن الکریم: إنّ نتیجة الأمر أثبتت أنّ مخالفة شعیب هی العامل الأصلی فی الخسران.

وفی آخر آیة ـ من الآیات المبحوثة ـ نقرأ آخر کلام لشعیب مع قومه بعد اعراضه عنهم حیث قال: لقد بلّغت رسالات ربّی، ونصحتکم بالمقدار الکافی، ولم آلُ جهداً فی إرشادکم: (فتولّى عنهم وقال یاقوم لقد أبلغتکم رسالات ربّی ونصحت لکم ).

ثمّ قال: (فکیف آسا على قوم کافرین ) أی لست متأسّفاً على مصیر الکافرین، لأننی قد بذلت کل ما فی وسعی لهدایتهم وإرشادهم، ولکنّهم لم یخضعوا للحق ولم یسلّموا، فکان یجب أن ینتظروا هذا المصیر المشؤوم.

أمّا أنّه هل قال شعیب هذا الکلام بعد هلاکهم، أم قبل ذلک؟ هناک احتمالان، فیمکن أن یکون قبل هلاکهم، ولکن عند شرح القصة جاء ذکره بعد ذلک.

ولکن مع الإلتفات إلى آخر عبارة، والتی یقول فیها: إنّ مصیر هؤلاء الکافرین المؤلم لا یدعو إلى الأسف أبداً، یترجح للنظر أنّ هذه الجملة قیلت بعد نزول العذاب، وأنّ هذه التعابیر ـ کما أشرنا فی ذیل الآیة 79 من هذه السورة قیلت وتقال للأموات کثیراً (وقدأشرنا إلى شواهد ذلک).


1. «یغنوا» مشقة من مادة «غنیَ» بمعنى «الإقامة فی المکان» یقول الطبرسی فی مجمع البیان: لا یبعد أن یکون المفهوم الأصلی للغنى هو عدم الحاجة، لأنّ من کان عنده منزل حاضر، فهو مستغن عن منزل آخر.
سورة الأعراف / الآیة 90 ـ 93 سورة الأعراف / الآیة 94 ـ 95
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma