لقد وقع حدیث بین المفسّرین فی ما هو المراد من «برکات» الأرض والسماء؟ فقال البعض: إنّها المطر، والنباتات التی تنبت من الأرض.
وفسّرها البعض بإجابة الدعاء، وحل مشاکل الحیاة. (1)
ولکن هناک احتمال آخر ـ أیضاً ـ هو أنّ المراد من البرکات السماویة هی البرکات المعنویة، والمراد من البرکات الأرضیة هی البرکات المادیة.
ولکن مع ملاحظة الآیات السابقة یکون التّفسیر الأوّل أنسب من الجمیع، لأنّه فی الآیات السابقة التی شرحت العقوبات الشدیدة التی حلّت بالمجرمین والطغاة، فأشارت تارة إلى نزول السیول من السماء وطغیان الینابیع والعیون من الأرض (مثل طوفان نوح) واُخرى إلى الصواعق والصیحات السماویة، وثالثة إلى الزلازل الأرضیة الرهیبة.
وفی الآیة المطروحة هنا طرحت هذه الحقیقة على بساط البحث، وهی: أنّ العقوبات ما هی إلاّ بسبب أفعالهم هم، وإلاّ فلو کان الإنسان طاهراً مؤمناً، فإنّه بدل أن یحل العذاب السماوی أو الأرضی بساحته، تتواتر علیه البرکات الإلهیّة من السماء والأرض.... أجل، إنّ الإنسان هو الذی یبدل البرکات بالبلایا.