مکانة الإنسان وعظمته فی عالم الوجود:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 10 سورة الأعراف / الآیة 11 ـ 18

عقیب الآیات التی أشارت إلى المبدأ والمعاد، یدور البحث فی هذه الآیة والآیات اللاحقة حول عظمة الانسان وأهمّیة مقامه، وکیفیة خلق هذا الکائن والمفاخر التی وهبها الله له، والمواثیق التی أخذها الله منه لقاء هذه المواهب والنِعم، کلّ ذلک لتقویة قواعد واُسس تربیته وتکامله.

وفی البدایة اختصر جمیع هذه الاُمور فی هذه الآیة، ثمّ شرحها وفصّلها فی الآیات اللاحقة.

فهو یقول فی البدایة: نحن الذین منحناکم الملکیة والحاکمیة وسلّطناکم على الأرض: (ولقد مکّنّاکم فی الأرض ).

وأعطیناکم وسائل العیش بجمیع أنواعها: (وجعلنا لکم فیها معایش ).

ولکن مع ذلک لم تشکروا هذه النعم إلاّ قلیلا (قلیلا ما تشکرون ).

و«التمکین» هنا لیس بمعنى أن یوضع شخص فی مکان مّا، بل معناه أن یعطى ویوفَّرَ له کل ما یستطیع بواسطته تنفیذ مآربه، وتهیئة أدوات العمل له، ورفع الموانع وإزالتها عن طریقه، ویُطلق على مجموع هذا، لفظ «التمکین»، فإنّنا نقرأ فی القرآن الکریم حول یوسف: (وکذلک مکّنّا لیوسف فی الأرض ) (1) أی إنّنا جعلنا جمیع الإمکانیات تحت تصرّفه.

إنّ هذه الآیة ـ مثل بعض الآیات القرآنیة الاُخرى ـ تدعو الناس ـ بعد ذکر وتعداد النعم الإلهیّة والمواهب الربانیّة ـ إلى شکرها، وتذم کفران النعم.

 

إنّ من البدیهی أنّ بعث روح الشُکر والتقدیر لدى الناس فی مقابل النعم الإلهیّة، إنّما هو لأجل أن یخضعوا لواهب النعم تمشّیاً واستجابة لنداء الفطرة، ولکی یعرفوه ویطیعوه عن قناعة فیهتدوا ویتکاملوا بهذه الطریقة، لا أنّ الشاکر یؤثّر بشکره فی مقام الرّبوبیة العظیم، بل الأثر الحاصل من الشکر ـ مثل سائر آثار العبادات والأوامر الإلهیّة ـ جمیعاً ـ یعود إلى الإنسان لا غیر.

 


1. یوسف، 56.
سورة الأعراف / الآیة 10 سورة الأعراف / الآیة 11 ـ 18
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma