3ـ حملات کاتب «المنار» الظالمة على الشّیعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
2ـ بشاعة التفرقة وزرع الاختلاف ثواب أکثر، عقاب أقلّ:

یعانی کاتب تفسیر المنار من سوء ظن بالغ الشدّة بالنسبة إلى الشیعة، وبنفس القدر یعانی من الجهل بعقائد الشیعة وتاریخهم.

ففی ذیل هذه الآیة یعقد فصلا حول الشیعة تحت غطاء الدعوة إلى الإتحاد، ویصفهم بأنّهم یفرّقون الصفوف ویخالفون الإسلام، وأنّهم ممن یعملون ضدّ الإسلام ویقومون بنشاطات سیاسیة تخریبیة تحت غطاء المذهب والعقیدة الدّینیة، وکأنّ وجود کلمة «شیعاً» فی الآیة الحاضرة والتی لیس لها أىّ إرتباط بقضیة التشیع والشیعة ذکّره بهذه الاُمور التافهة، فاندفع یتّهم هذه الجماعة المؤمنة من دون تورّع.

إنّ کتاباته أفضل جواب على أقواله، وخیر شاهد على عدم معرفته بعقائد الشیعة، وتأریخهم، وذلک لأنّه:

یربط بین الشّیعة و«عبد الله بن سبأ» الیهودی المشکوک فی أصل وجوده من وجهة نظر التّأریخ، والذی لیس له ـ على فرض وجوده ـ أدنى دور فی تاریخ التشیع والشیعة!

بینما نجده من جانب آخر یربط بین الشیعة و«الباطنیة» بل حتى بین الشیعة والفرقة البهائیة التی هی أعدى أعداء الشیعة، والحال أنّ من له أدنى معرفة بتاریخ الشیعة یعلم أنّ هذه الأحادیث والمزاعم لیست سوى مزاعم وأحادیث خیالیة وهمیة، بل محض افتراء وإتهام واختلاق.

والأعجب من کل ذلک هو أنّ هذا الکاتب یربط بین جماعة «الغلاة» (وهم الذین یرفعون علی (علیه السلام) إلى درجة الاُلوهیة غلوّاً) وبین الشیعة فی حین أنّ الفقه الشیعی أفرز فصلا للغلاة تحت عنوان إحدى الفرق والطوائف المقطوع بکفرها، ویتهم الشیعة بأنّهم یعبدون أهل البیت، وغیر ذلک من النسب الباطلة الرخیصة.

إنّ من المسلّم أنّ کاتب «المنار» لو لم یکن قد تأثّر بالأحکام المتسرّعة والعصبیات العمیاء، وسمح لنفسه بأن یسمع عقائد الشیعة من أفواهم أنفسهم، ویأخذها منهم، ویستقرئها من کتبهم لا من کتب أعدائهم لعرف جیّداً بأنّ ما نسبه إلى الشیعة لیس مجرّد افتراءات وأکاذیب، بل هو مهازل مضحکة.

والأعجب من ذلک کلّه أنّه عزا نشأة التشیع إلى الإیرانیین، على أنّ التشیع کان فاشیاً فی العراق والحجاز ومصر قبل أن یتشیع الإیرانیون بقرون مدیدة، والوثائق التّاریخیة شواهد حیّة على هذه الحقیقة.

إنّ ذَنْب الشیعة هو أنّهم عملوا بما صدر عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) قطعاً، والذی ورد ـ کذلک ـ فی أوثق المصادر السنیّة وهو قوله (صلى الله علیه وآله): «إنّی تارک فیکم الثقلین ما أن تمسکتم بهما لن تضلوا أبداً کتاب الله وعترتی أهل بیتی» (1).

إنَّ ذَنْب الشیعة هو أنّهم یعتبرون أهل البیت النبوی أدرى وأعرف من غیرهم بدین النّبی ورسالته، فجعلوهم الملجأ والمرجَع فی المشاکل الدینیة، وأخذوا عنهم حقائق الإسلام.

إنّ ذنب الشیعة هو أنّهم فتحوا باب «الإجتهاد» أخذاً بحکم المنطق والعقل، والقرآن والسنّة وبذلک منحوا الفقه الإسلامی فاعلیة متحرکة، ولم یحصروه بـ «أربعة أشخاص» ویجبروا الناس على إتّباعهم.

ألیست خطابات القرآن والسنّة موجّهة إلى عموم المؤمنین فی جمیع الدهور والعصور؟

أم هل کان أصحاب رسول الله (صلى الله علیه وآله) یتّبعون فی فهم الکتاب والسنّة أشخاصاً معیّنین، فلماذا نحصر الإسلام فی حصار قدیم من الجمود باسم «المذاهب الأربعة» الحنفی، الحنبلی، المالکی، الشّافعی؟!

إنّ ذَنب الشیعة هو أنّهم یقولون: إنّ صحابة رسول الله (صلى الله علیه وآله) مثل سائر المسلمین یجب أن یقیَّموا بمقیاس إیمانهم وفی ضوء أعمالهم، فمن وافق عمله الکتابَ والسنّة کان صالحاً، ومن خالف عمله الکتاب والسنّة ـ سواء أکان فی عصر النّبی (صلى الله علیه وآله) أو جاء بعده ـ رُفِضَ وطُرِدَ، ولا تکفی مجرّد الصحبة لیتستر بها المجرمون والجناة، فلا یجوز أن یقدَّسَ ویُحتَرم رجال کمعاویة الذی داس کلّ القیم وتجاهل جمیع الضوابط الإسلامیة، وخرج على إمام زمانه الذی رضیت به الاُمّة الإسلامیة، وعلى الأقل فی ذلک العصر (ونعنی علی (علیه السلام))، وأراق تلک الدّماء الکثیرة!... لا یجوز تقدیس هذا الشخص وأمثاله لمجرّد صحبته لرسول الله (صلى الله علیه وآله)، ولا بعض الصحابة المرتزقة ممن والاه وسار فی رکابه.

نعم هذه هی ذنوب الشیعة وهم یعترفون بها، ولکن هل وجدتم فی عالمنا هذا من هو أشدّ مظلومیّةً من الشیعة، بحیث تُعتَبَر أَفضَل نقاط القوّة فی تاریخها وعقائدها نقاط ضعف، ویکیلون لها سیلا من الإتهامات والأکاذیب، بل ولا یسمحون لها بأن تنشر معتقداتها فی أوساط المسلمین وتعرضها علیهم بحریة، کما یفعل غیرها من الطوائف، بل یأخذون عقائدها من غیرها.

ترى إذا عملت جماعة بأمر نبیّهم فی حین لا یعمل الآخرون به، فهل یعتبر عمل تلکم الجماعة تفریقاً للصفوف، وشقّاً لعصى الاُمّة؟ وهل یجب صرفُ هذه الجماعة عن مسارها لیتحقق الإتحاد، أو تقویم من یسلک غیر سبیل المؤمنین؟

إنَّ تاریخ العلوم الإسلامیَّة یشهد أنّ الشیعة کانوا السبّاقین فی أکثر هذه العلوم

والمعارف إلى درجة أنّه اعتبِرَ الشیعة، البناة المؤسسین لعلوم الإسلام. (2)

إنّ الکتب التی ألَّفها علماء الشیعة فی مجال التّفسیر والتّأریخ، والحدیث والفقه، والاُصول، والرجال والفلسفة الإسلامیة، لیست اُموراً یمکن تجاهلها وإنکارُها أو إخفاؤها، فهی موجودة فی جمیع المکتبات (اللّهم إلاّ اکثر مکتبات أهل السنّة الذین لا یسمحون عادة بدخول هذه المؤلّفات والکتب إلى مکتباتهم، فی حین أنّنا نسمح بدخول مؤلفاتهم الى مکتباتنا منذ قرون مدیدة) وهذه الکتب شواهد حیّة على ما ذکرناه.

فهل هؤلاء الذین صنّفوا وألّفوا کلَ هذه الکتب حول الإسلام وتعالیمه، فی سبیل نشرها وبثّها وتعمیقها، کانوا أعداءً للإسلام؟

وهل عرفتم عدوّاً یحبّ الإسلام بهذه الدرجة؟!

أم هل یستطیع أحدٌ أن یخدم الإسلام الحنیف بمثل هذه الخدمةِ الکبیرةِ،إذا لم یکن محبّاً مخلِصاً، وعاشِقاً متیّماً؟!

هذا ونقول فی ختام حدیثنا: إذا أردتم أن نزیل کل هذا الاختلاف والفرقة تعالوا نعمل شیئاً آخر بدل التراشق بالإتهامات، وذلک أن یتعرّف بعضنا على بعض ویفهم بعضنا بعضاً، لأنّ مثل هذه النسب والإفتراءات الباطلة لیس من شأنها أن تحقق الوحدة الإسلامیة، بل توجّه ضربة قاضیة إلى اُسس الوحدة الإسلامیة.


1. راجع صحیح الترمذی، ج 3 ص 100، وسنن البیهقی، ج 1، ص 13 و ج 2، ص 431، وکنزالعمال، ج 1، ص 154 و159، والطبقات الکبرى لابن سعد، ج 2، ص 2 وکتباً اُخرى.
2. للوقوف على أدلة هذا الموضوع راجع کتاب «تأسیس الشیعة لعلوم الإسلام»، وکتاب «أصل الشیعة واُصولها».
2ـ بشاعة التفرقة وزرع الاختلاف ثواب أکثر، عقاب أقلّ:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma