1ـ هل هناک بعث للحیوانات؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
التّفسیر 2ـ الحشر والتکلیف

ما من شک أنّ الشّرط الأوّل للمحاسبة والجزاء هو «العقل والإدراک» ویستتبعهما «التکلیف والمسؤولیة».

یقول أصحاب هذا الرأی: إنّ لدیهم ما یثبت أنّ للحیوانات إدراکاً وفهماً بمقدار ما تطیق، ومن ذلک أنّ حیاة کثیر من الحیوانات تجری وفق نظام دقیق ومثیر للعجب، ویدلّ على إرتفاع مستوى إدراکها وفهمها، فمن ذا الذی لم یسمع بالنمل والنحل وتمدّنها العجیب ونظامها المحیّر فی بناء بیوتها وخلایاها، ولم یستحسن فهمها وإدراکها؟ فعلى الرغم من أنّ بعضهم یعزوا ذلک کلّه إلى نوع من الإلهام الغریزی، فلیس ثمّة دلیل على أنّ هذه الأعمال تجری بصورة غریزیة لا عقلیة.

ما الدلیل على أنّ هذه الأعمال ـ حسبما یدل ظاهرها ـ لیست ناشئة عن تعقّل وإدراک؟ کثیراً ما یحدث أنّ الحیوان یبتکر ـ إستجابة لظرف من الظروف ـ شیئاً لم یسبق له أن مرّ به وجرّبه، فالشاة التی لم یسبق لها أن رأت ذئباً فی حیاتها تفزع منه أوّل ما تراه وتدرک خطره علیها، وتتوسل بکل حیلة لدرء خطره عنها.

إنّ العلاقة التی تتکوّن بین الحیوان وصاحبه تدریجیاً دلیل آخر على هذا الأمر، فکثیر من الکلاب المفترسة الخطرة تعامل أصحابها ـ بل وحتى أطفالهم ـ کما یعاملهم الخادم العطوف.

ویحکى الکثیر عن وفاء الحیوانات وعن تقدیمها کثیراً من الخدمات للإنسان ولا شک أنّ هذه اُمور لیس من السهل اعتبارها ناشئة بدافع الغریزة، إذ إنّ الغریزة تنشأ عنها أعمال رتیبة من طراز واحد باستمرار، أمّا الأعمال التی تقع فی ظروف خاصّة کردود فعل لحوادث طارئة غیر متوقعة، فهذه تکون إلى التعقل والإدراک أقرب منها إلى الغریزة.

نشاهد الیوم أنّ حیوانات مختلفة یجری تدریبها لأغراض متنوعة، فالکلاب البولیسیة تدرّب للقبض على المجرمین، والحمام الزاجل لنقل الرسائل، وحیوانات اُخرى ترسل

لابتیاع بعض الحوائج من السوق، وحیوانات اُخرى للصید، وهی کلّها تؤدّی مهماتها بکلّ دقة وإتقان (حتى أنّهم افتتحوا مؤخّراً مدارس خاصّة لتعلیم مختلف الحیوانات)!

فضلا عن ذلک کلّه، فإنّ هناک بعض الآیات التی تدل ـ بوضوح ـ على أنّ للحیوانات فهماً وإدراکاً، من ذلک حکایة هروب النمل من أمام جیش سلیمان، وحکایة ذهاب الهدهد إلى منطقة سبأ بالیمن ورجوعه بأخبار مثیرة لسلیمان.

ثمّة أحادیث إسلامیة کثیرة حول بعث الحیوانات، من ذلک ما روی عن أبی ذر قال: بینا أنا عند رسول الله (صلى الله علیه وآله) إذ انتطحت عنزان، فقال رسول الله (صلى الله علیه وآله) «أتدرون فیما انتطحتا؟» فقالوا: لا ندری، قال: «ولکن الله یدری وسیقضی بینهما»(1).

وفی روایة بطرق أهل السنّة عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی تفسیر هذه الآیة أنّه قال: «إنّه یحشر هذه الاُمم یوم القیامة ویقتص من بعضها لبعض حتى یقتص للجماء من القرناء»(2).

وفی الآیة 5 من سورة التکویر یقول سبحانه: (وإذا الوحوش حشرت ) وهی دلیل آخر على ذلک.


1. تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 50; وتفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 715.
2. والجماء عکس القرناء: الحیوان الفاقد للقرن; وتفسیر المنار، ذیل الآیة مورد البحث.
التّفسیر 2ـ الحشر والتکلیف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma