کیف کان للعجل الذهبی خوار؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
الیهود وعبادتهم للعجل: سورة الأعراف / الآیة 150 ـ 151

و«الخوار» هو الصوت الخاص الذی یصدر من البقر أو العجل، وقد ذهب بعض المفسّرین إلى أنّ السامری بسبب ما کان عنده من معلومات وضع أنابیب خاصّة فی باطن صدر العجل الذهبی، کان یخرج منها هواء مضغوط فیصدر صوت من فم ذلک العجل الذهبیّ شبیه بصوت البقر.

ویقول آخرون: کان العجل قد وضع فی مسیر الریح بحیث کان یسمَع منه صوتٌ على أثر مرور الریح على فمه الذی کان مصنوعاً بِهیئة هندسیة خاصّة.

أمّا ما ذهب إلیه جماعة من المفسّرین من أن السامریّ أخذ شیئاً من تراب من موضع

قدم جبرئیل وصبّه فی العجل فصار کائناً حیاً، وأخذ یخور خواراً طبیعیاً فلا شاهد علیه فی آیات القرآن الکریم، کما سیأتی بإذن الله فی تفسیر آیات سورة طه.

وکلمة «جسداً» شاهد على أن ذلک العجل لم یکن حیواناً حیاً، لأنّ القرآن یستعمل هذه اللفظة فی جمیع الموارد فی القرآن الکریم بمعنى الجسم المجرّد من الحیاة والروح (1).

وبغض النظر عن جمیع هذه الاُمور یبعد أن یکون الله سبحانه قد أعطى الرجلَ المنافق (مثل السامریّ) مثل تلک القدرة التی یستطیع بها أن یأتی بشیء یُشبه معجزة النّبی موسى (علیه السلام)، ویحیی جسماً میتاً، ویأتی بعمل یوجب ضلال الناس حتماً ولا یعرفون وجه بطلانه وفساده.

أمّا لو کان العجل بصورة تمثال ذهبی کانت أدلة بطلانه واضحة عندهم، وکان من الممکن أن یکون وسیلة لإختبار الأشخاص لا شیء آخر.

والنقطة الاُخرى التی یجب الإنتباه إلیها، هی أنّ السامری کان یعرف أنّ قوم موسى (علیه السلام)قد عانوا سنین عدیدة من الحرمان، مضافاً إلى أنّهم کانت تغلب علیهم روح المادیة ـ کما هو الحال فی أجیالهم فی العصر الحاضر ـ ویولون الحلیّ والذهب احتراماً خاصّاً، لهذا صنع عجلا من ذهب حتى یستقطب إلیه إهتمام بنی إسرائیل من عبید الثروة.

أمّا أن هذا الشعب الفقیر المحروم من أین کان له کل ذلک الذهب والفضة؟ فقد جاء فی الرّوایات أن نساء بنی إسرائیل کنّ قد استعرن من الفرعونیین کمیة کبیرة من الحلیّ والذهب والفضّة لإقامة أحد أعیادهن، ثمّ حدثت مسألة الغرق وهلاک آل فرعون، فبقیت تلک الحلی عند بنی إسرائیل (2).

ثمّ یقول القرآن الکریم معاتباً وموبّخاً: ألم یر بنو إسرائیل أنّ هذا العجل لا یتکلم معهم ولا یهدیهم لشیء، فکیف یعبدونه؟ (ألم یرو أنّه لا یکلّمهم ولا یهدیهم سبیلا ).

یعنی أن المعبود الحقیقی هو من یعرف ـ على الأقل ـ الحسن والقبیح، وتکون له القدرة على هدایة أتباعه، ویتحدث إلى عبدته ویهدیهم سواء السبیل، ویعرّفهم على طریقة العبادة.

وأساساً کیف یسمح العقل البشری بأن یعبد الإنسان شیئاً میتاً صنعه وسوّاه بیده، حتى لو استطاع ـ افتراضاً ـ أن یبدّل الحلّی إلى عجل واقعی فإنّه لا یلیق به أن یعبده، لأنّه عجل یضرب ببلادته المثل.

إنّهم فی الحقیقة ظلموا بهذا العمل أنفسهم، لهذا یقول فی ختام الآیة: (اتّخذوه وکانوا ظالمین ).

بید أنّه برجوع موسى (علیه السلام) إلیهم، واتضاح الأمر عرف بنو إسرائیل خطأهم، وندموا على فعلهم، وطلبوا من الله أن یغفر لهم، وقالوا: إذا لم یرحمنا الله ولم یغفر لنا فإنّنا لا شک خاسرون (ولمّا سقط فی أیدیهم ورأوا أنّهم قد ضلّوا قالوا لئن لم یرحمنا ربُّنا ویغفر لنا لنکوننّ من الخاسرین ).

وجملة (سقط فی أیدیهم ) أی عندما عثروا على الحقیقة، أو عندما وقعت نتیجة عملهم المشؤومة بأیدیهم، أو عندما سقطت کل الحیل من أیدیهم ولم یبق بأیدیهم شیء فی الأدب العربی کنایة عن الندامة، لأنّه عندما یقف الإنسان على الحقائق، ویطلع علیها، أو یصل إلى نتائج غیر مرغوب فیها، أو تغلق فی وجهه أبواب الحیلة، فإنّه یندم بطبیعة الحال، ولهذا یکون الندم من لوازم مفهوم هذه الجملة.

وعلى کل حال، فقد ندم بنو إسرائیل من عملهم، ولکن الأمر لم ینته إلى هذا الحدّ، کما نقرأ فی الآیات اللاحقة.


1. راجع الآیات 8 من سورة الأنبیاء، و34 من سورة ص.
2. راجع تفسیر مجمع البیان، ج 4، ص 360، ذیل الآیة مورد البحث.
الیهود وعبادتهم للعجل: سورة الأعراف / الآیة 150 ـ 151
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma