التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 175 ـ 178 العالِم المنحرف «بلعم بن باعوراء»:

فی هذه الآیات إشارة لقصّة اُخرى من قصص بنی إسرائیل، وهی تعد مثلا وأنموذجاً لجمیع اُولئک الذین یتصفون بمثل هذه الصفات.

وکما سنلاحظ خلال تفسیر الآیات ـ محل البحث ـ فإنّ للمفسّرین احتمالات متعددة فی من تتحدث عنه أو (علیه) الآیات... إلاّ أنّه ممّا لا ریب فیه أن مفهوم الآیات ـ کسائر الآیات النازلة فی ظروف خاصّة ـ عامٌ وشامل.

والآیة الاُولى من هذه الآیات یُخاطَبُ بها النّبیُّ (صلى الله علیه وآله) حیث یقول تعالى: (واتلُ علیهم نبأ الذی آتیناه آیاتنا فانسلخ منها فأتبعه الشیطان فکان من الغاوین).

فهذه الآیة تحکی قصّة رجل کان فی البدایة فی صف المؤمنین، وحاملا للعلوم الإلهیّة والآیات، إلاّ أنّه انحرف عن هذا النهج، فوسوس له الشیطان، فکانت عاقبة أمره أن انجرّ إلى الضلال والشقاء!...

والتعبیر بـ «إنسلخ» وهو من مادة «الإنسلاخ» معناه فی الأصل الخروج من الجلد... یدلّ

على أنّ الآیات والعلوم الإلهیّة کانت تحیط به إحاطة الجلد بالبدن، إلاّ أنّه خرج منها على حین غرّة واستدار إلى الوراء وغیّر مسیره بسرعة!

کما یستفاد من التعبیر القرآنی (فأتبعه الشیطان) أنّ الشیطان کان أوّل الأمر آیساً منه تقریباً، لأنّه کان یسلک سبیل الحق تماماً، وبعد أن انحرف لحقه الشیطان وتربص له وأخذ یوسوس له حتى انتهى أمره إلى أن یکون من الضالین المنحرفین الأشقیاء (1) .

والآیة التّالیة تکمل هذا الموضوع على النحو التّالی (ولو شئنا لرفعناه بها).

و لکن من المسلّم أنّ إکراه الناس وإجبارهم على أن یسلکوا سبیل الحق لا ینسجم والسنن الإلهیّة وحریة الإدارة، ولا یکون ذلک دلیلا على عظمة الشخص، لهذا فإنّ الآیة تضیف مباشرة إنّنا ترکناه وهواه، وبدلا من أن ینتفع من معارفه فإنّه هوى وانحطّ (ولکنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه).

وکلمة (أخلد) من (الإخلاد) وهی تعنی السکن الدائم فی مکان واحد مع حریة الإرادة، فجملة (أخلد إلى الأرض) تعنی اللصوق الدائم بالأرض، وهی کنایة عن عالم المادة وبهارجها، واللذائذ غیر المشروعة للحیاة المادیة.

ثمّ تشبّه الآیة هذا الفرد بالکلب الذی یُخرج لسانه لاهثاً دائماً کالحیوانات العطاشى فتقول (فمثله کمثل الکلب إن تحمل علیه یلهث أو تترکه یلهث).

فهو لفرط اتّباعه الهوى وتعلقه بعالم المادة انتابته حالة من العطش الشدید غیر المحدود وراء لذائذ الدنیا، وکل ذلک لم یکن لحاجة، بل لحالة مرضیّة، فهو کالکلب المسعور الذی یظهر بحالة عطش کاذب لا یمکن إرواؤها وهی حالة العبید الذین لا یهمهم غیر جمع المال واکتناز الثروة فلا یحسون معه بشبع أبداً.

ثمّ تضیف الآیة: إنّ هذا المثال الخاص لا یتعلق بفرد معین، بل: (ذلک مثل القوم الذین کذّبوا بآیاتنا فاقصص القصص لعلّهم یتفکّرون).


1. «تبع» و«اتبع» بمعنى لحق أو أدرک.
سورة الأعراف / الآیة 175 ـ 178 العالِم المنحرف «بلعم بن باعوراء»:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma