لا یعلم الغیب إلاّ الله:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سبب النّزولألم یکن النّبی (صلى الله علیه وآله) یعلم الغیب؟!

بالرّغم من أنّ هذه الآیة لها شأن خاص فی نزولها، إلاّ أنّ إرتباطها بالآیة السابقة واضح، لأنّ الکلام کان فی الآیة السابقة على عدم علم أحد بقیام الساعة إلاّ الله، والکلام فی هذه الآیة على نفی علم الغیب عن العباد بصورة کلیة.

ففی الجملة الاُولى من هذه الآیة خطاب للنّبی (صلى الله علیه وآله)یقول: (قل لا أملک لنفسی نفعاً ولا ضرّاً إلاّ ما شاء الله).

ولا شک أنّ کل إنسان یستطیع أن ینفع نفسه، أو یدفع عنها الشر، ولکن على الرغم من هذه الحال فإنّ الآیة ـ محل البحث، کما نلاحظ ـ تنفی هذه القدرة عن البشر نفیاً مطلقاً. وذلک لأنّ الإنسان فی أعماله لیس له قوّة من نفسه، بل القوّة والقدرة والاستطاعة کلّها من الله، وهو سبحانه الذی أودع فیه کل تلک القوّة والقدرة.

وبتعبیر آخر: إن مالک جمیع القوى والقدرات وذو الاختیار المستقل ـ وبالذات ـ فی عالم الوجود هو الله عزّوجلّ فحسب، والآخرون حتى الأنبیاء والملائکة یکتسبون منه القدرة ویستمدون منه القوّة، وملکهم وقدرتهم هی بالعرض لا بالذات...

وجملة «إلاّ ما شاء الله» شاهد على هذا الموضوع أیضاً.

وفی کثیر من آیات القرآن الاُخرى نرى نفی المالکیة والنفع والضرر عن غیر الله، ولذلک فقد نهت الآیات عن عبادة الأصنام وما سوى الله سبحانه...

ونقرأ فی الآیة 3 من سورة الفرقان (واتّخذوا من دونه آلهة لا یخلقون شیئاً وهم یُخلَقون ولا یملکون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً) فکیف یملکون لغیرهم؟!

وهذه هی عقیدة المسلم، إذ لا یرى أحداً «بالذات» رازقاً ومالکاً وخالقاً وذا نفع أو ضرر إلاّ الله، ولذا فحین یتوجه المسلم إلى أحد طالباً منه شیئاً فهو یطلبه مع التفاته إلى هذه الحقیقة، وهی أنّ ما عند ذلک الشخص فهو من الله (فتأمل بدقّة).

ویتّضح من هذا إنّ الذین یتذرعون بمثل هذه الآیات لنفی کل توسل بالأنبیاء والأئمّة، ویعدّون ذلک شرکاً، فی خطأ فاضح، حیث تصوروا بأنّ التوسل بالنّبی أو الإمام مفهومه أن نعدّ النّبی أو الإمام مستقلا بنفسه فی قبال الله ـ والعیاذ بالله ـ وأنّه یملک النفع والضرر أیضاً.

ولکن من یتوسل بالنّبی أو الإمام مع الإعتقاد بأنّه لا یملک شیئاً من نفسه، بل یطلبه من الله، أو أنّه یستشفع به إلى الله، فهذا الإعتقاد هو التوحید عینه والإخلاص ذاته، وهو ما أشار إلیه القرآن فی الآیة محل البحث بقوله: (إلاّ ما شاء الله) أو بقوله: (إلاّ بإذنه) فی الآیة (من ذا الذی یشفع عنده إلاّ بإذنه). (1)

فبناءً على ذلک فإنّ فریقین من الناس على خطأ فی مسألة التوسل بالنّبی والأئمّة الطاهرین...

الفریق الأوّل: من یزعم أنّ النّبی أو الإمام له قدرة وقوة مستقلة بالذات فی قبال الله، فهذا الإعتقاد شرک بالله.

والفریق الآخر: من ینفی القدرة ـ بالغیر ـ عن النّبی (صلى الله علیه وآله) والأئمّة الطاهرین (علیهم السلام)، فهذا الإعتقاد انحراف عن مفاد آیات القرآن الصریحة.

إذن: الحق هو أن النّبی والأئمّة یشفعون للمتوسل بهم بإذن الله وأمره، ویطلبون حل معضلته من الله.

وبعد بیان هذا الموضوع تشیر الآیة إلى مسألة مهمّة اُخرى ردّاً على سؤال جماعة منهم فتقول: (ولو کنت أعلم الغیب لا ستکثرت من الخیر وما مسّنی السوء) (2) .

لأنّ الذی یعرف أسرار الغیب یستطیع أن یختار ما هو فی صالحه، وأن یجتنب عمّا یضرّه.

ثمّ تحکی الآیة عن مقام النّبی الواقعی ورسالته، فی جملة موجزة صریحة، فتقول على لسانه: (إن أنا إلاّ نذیر وبشیر لقوم یؤمنون).


1. البقرة، 255.
2. فی الحقیقة أن هناک حذفاً فی الآیة تقدیره «لا أعلم الغیب» والجملة التی بعدها شاهدة على ذلک.
سبب النّزولألم یکن النّبی (صلى الله علیه وآله) یعلم الغیب؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma