المقصود من «الهدایة» و«الضلالة» سبق لنا أن قلنا مرّات عدیدة أنّ المقصود من
لفظی «الهدایة» و «الضلالة» الإلهیین هو توفیر الظروف والمقدمات المؤدّیة إلى الهدایة بالنسبة للّذین لهم الاستعداد لذلک، وسلبها عن الذین لا استعداد لهم لذلک ،بالنظر إلى أعمالهم.
إنّ سالکین طریق الحق والباحثین عن الإیمان المتعطشین إلیه، یضع الله فی طریقهم مصابیح مضیئة لکیلا یضیعوا فی ظلمات الطریق، ولیصلوا إلى منبع أکسیر الحیاة، أمّا الذین أثبتوا تماهلهم تجاه هذه الحقائق فهم محرومون من هذه الإمدادات الإلهیّة، وسوف یتعثرون فی طریقهم بالکثیر من المشاکل، ولا یوفّقون لهدایة.
وبناءاً على ذلک، فلا الفریق الأوّل مجبور على السیر فی هذا الطریق، ولا الفریق الثانی فی أعمالهم، وفی الواقع أنّ الهدایة والضلال یکملان ما أرادوه هم بأنفسهم واختاروه.