حجب لا تقبل الإختراق:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 25 ـ 26 إلصاق تهمة عظیمة بأبی طالب مؤمن قریش:

فی هذه الآیة إشارة إلى الوضع النفسی لبعض المشرکین، فهم لا یبدون أیّة مرونة تجاه سماع الحقائق، بل أکثر من ذلک، یناصبونها العداء، ویقذفونها بالتهم، فیبعدون أنفسهم وغیرهم عنها، عن هؤلاء تقول الآیة: (ومنهم من یستمع إلیک وجعلنا على قلوبهم أکنّة أن یفقهوه وفی آذانهم وقراً ) (1).

فی الواقع کانت عقولهم وأفکارهم منغمسة فی التعصّب الجاهلی الأعمى، وفی المصالح المادیة والأهواء، بحیث أصبحت وکأنّها واقعة تحت الأستار والحواجز، فلا هم یسمعون حقیقة من الحقائق، ولا هم یدرکون الاُمور إدراکاً صحیحاً.

سبق أن قلنا مراراً أنّ نسبة هذه الاُمور إلى الله، إنّما هو إشارة إلى قانون «العلة والمعلول» وخاصیة «العمل»، أی إنّ أثر الاستمرار فی الانحراف والإصرار على المعاندة والتشاؤم یظهر فی إتصاف نفس الإنسان بهذه المؤثرات، وفی تحوّلها إلى مثل المرآة المعوجة التی تعکس صور الأشیاء معوجة منحرفة، لقد أثبتت التجربة أنّ المنحرفین والمذنبین یحسّون أوّل الأمر بعدم الرضا عن حالهم، ولکنّهم یعتادون ذلک بالتدریج، وقد یصل بهم الأمر إلى اعتبار أعمالهم القبیحة لازمة وضروریة، وبتعبیر آخر: هذا واحد من أنواع العقاب الذی یناله المصرّون على العصیان ومعاداة الحقّ.

وهؤلاء وصلوا حدّاً تصفه الآیة فتقول: (وإن یروا کلّ آیة لا یؤمنوا بها )، بل الأکثر من ذلک أنّهم عندما یأتون إلیک، لا یفتحون نوافذ قلوبهم أمام ما تقول، ولا یأتون ـ على الأقل ـ بهیئة الباحث عن الحقّ الذی یسعى للعثور على الحقیقة والتفکیر فیها، بل یأتون بروح وفکر سلبیین، ولا هدف لهم سوى الجدل والإعتراض: (حتى إذا جاؤوک یجادلونک ) أنّهم عند سماعهم کلامک الذی یستقى من ینابیع الوحی ویجری على لسانک الناطق بالحقّ، یبادرون إلى إتهامک بأنّ ما تقوله إنّما هو خرافات اصطنعها اُناس غابرون: (یقول الّذین کفروا إن هذا إلاّ أساطیر الأوّلین ).

الآیة التّالیة تذکر أنّ هؤلاء لا یکتفون بهذا، فهم مع ضلالهم یسعون جاهدین للحیلولة دون سلوک الباحثین عن الحقیقة بما یشیعونه ویروّجونه من مختلف الأکاذیب، ویمنعونهم أن یقتربوا من رسول الله (صلى الله علیه وآله): (وهم ینهون عنه )، ویبتعدون عنه بأنفسهم: (وینأون عنه ) (2)، دون أن یدرکوا أنّ من یصارع الحقّ یکن صریعه، وأخیراً، وبحسب قانون الخلق الثابت، یظهر وجه الحقّ من وراء السحب، وینتصر بما له من قوّة، ویتلاشى الباطل کما یتلاشى الزبد الطافی على سطح الماء، وعلیه فإنّ مساعیهم سوف تتحطم على صخرة الإخفاق والخیبة وما یهلکون غیر أنفسهم، ولکنّهم لا یدرکون الحقیقة: (وإن یُهلکون إلاّ أنفسهم ومایشعرون ).


1. «أکنة»جمع «کنان» وهو کلّ ستار أو حاجز، و«الوقر» بمعنى ثقل السمع.
2. «ینأون» من «نأى» بمعنى إبتعد.
سورة الأنعام / الآیة 25 ـ 26 إلصاق تهمة عظیمة بأبی طالب مؤمن قریش:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma