فی الآیات السابقة من هذه السورة جرى حدیثٌ عن الأحکام الخرافیة التی کانت سائدة بین الوثنیین، الذین کانوا یجعلون نصیباً من الزرع والأنعام لله، وکانوا یعتقدون بأنّ ذلک النصیب یجب أن یُصرَفَ على نحو خاص، کانوا یُحرِّمونَ رکوب بعض الأنعام، ویقدّمون أولادهم قرابین إلى بعض الأصنام والأوثان!!
إنَّ الآیة الحاضرِة، والآیة اللاحقة تحملان رَدّاً على جمیع هذه الأحکام والمقررات الخرافیّة الجاهلیة إذ تقولان بصراحة، إنّ الله تعالى هو خالق جمیع هذه النِعم، فهو الذی أنشأ جمیع هذه الأشجار والأنعام والزروع، کما أنّه هو الذی أمر بالإنتفاع بها، وعدم الإسراف فیها، وعلى هذا الأساس فلیس لغیره أىّ حق لا فی «التحریم»، ولا فی «التحلیل».