بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
یقظة عابرة عقیمة:سورة الأنعام / الآیة 29 ـ 32

یتبیّن من ظاهر (بدا لهم ) أنّهم لم یکونوا یخفون کثیراً من الحقائق عن الناس فحسب، بل کانوا یخفونها حتى عن أنفسهم، فتبدوا لهم جلیّة یوم القیامة، ولیس فی هذا ما یدعو إلى العجب، فالإنسان کثیراً ما یخفی عنه نفسه الحقائق ویغطّی على ضمیره وفطرته لکی ینال شیئاً من الراحة الکاذبة.

إنّ قضیة مخادعة النفس وإخفاء الحقائق عنها من القضایا التی تعالجها البحوث الخاصّة بنشاط الضمیر، فقد نجد الکثیرین من الذین یتبعون أهواءهم یتنبّهون إلى أضرار ذلک علیهم، ولکنّهم لکی یواصلوا أعمالهم تلک بغیر أن تنغصها علیهم ضمائرهم، یحاولون إخفاء هذا الوعی فیهم بشکل من الأشکال.

غیر أنّ بعض المفسّرین ـ دون الإلتفات إلى هذه النکتة ـ فهموا من (لهم) ما ینطبق على الأعمال التی أخفاها المشرکون عن الناس (تأمل بدقّة).

قد یقال أنّ التمنی لیس من الاُمور التی یصح فیها أن تکون صادقة أو کاذبة، فهی مثل «الإنشاء» الذی لا یحتمل الصدق والکذب، إلاّ أنّ هذا القول بعید عن الصواب، وذلک لأنّ «الإنشاء» کثیراً ما یصاحبه «الإخبار» ممّا یحتمل الصدق والکذب، فقد یقول قائل أتمنى أن یعطینی الله مالا وفیراً فاعینک، هذا من باب التمنی بالطبع، ولکن مفهومه هو أنّه إذا أعطانی الله مالا وفیراً فانّی سوف اُساعدک، وهذا مفهوم خبری یحتمل أن یکون صادقاً أو کاذباً، فإذا کنت تعرف بخل المتمنی وضیق نظرته فأنت تعرف أنّه کاذب حتى إن أعطاه الله ما یشاء من المال (هذا الموضوع مشهور کثیراً فی الجمل الإنشائیة).

إنّ سبب ذکر الآیة (أنّهم لو عادوا إلى الدنیا لعادوا إلى تکرار أعمالهم السابقة) هو أنّ کثیراً من الناس عندما یشاهدون نتائج أعمالهم بأعینهم، أی حینما یصلون إلى مرحلة الشهود، یستنکرون ما فعلوا ویندمون آنیّاً ویتمنون لو یتاح لهم أن یجبروا ما کسروا، إلاّ أنّ

هذه تمنیات عارضة تنشأ من مشاهدة نتائج الأعمال عیاناً، وتعرض لکلّ إنسان یشهد باُمّ عینه ما ینتظره من عذاب وعقاب، ولکن ما أن تغیب تلک المشاهد عن نظره حتى یزول تأثیرها عنه، ویعود إلى سابق عهده.

شأنهم فی ذلک شأن عبدة الأصنام الذین دهمهم طوفان عظیم فی البحر ورأوا أنفسهم على عتبة الهلاک، فنسوا کل شیء سوى الله، ولکن ما أن هدأت العاصفة ووصلوا إلى ساحل الأمان حتى عاد کل شیء إلى ما کان علیه(1).

ینبغی الإلتفات إلى أنّ هذه الحالات تخصّ جمعاً من عبدة الأصنام الذین مرّت الإشارة إلیهم فی الآیات السابقة لا کلهم، لذلک کان لابدّ لرسول الله (صلى الله علیه وآله) أن یواصل نصح الآخرین لإیقاظهم وهدایتهم.


1. یونس، 22.
یقظة عابرة عقیمة:سورة الأنعام / الآیة 29 ـ 32
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma