التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 54 ـ 55 سورة الأنعام / الآیة 56 ـ 58

یرى بعض المفسّرین أنّ الآیة نزلت بشأن الذین نهت الآیات السابقة عن طردهم وإبعادهم، ویرى بعض آخر أنّها نزلت فی فریق من المذنبین قدموا على رسول الله (صلى الله علیه وآله)وقالوا: إنّهم قد أذنبوا کثیراً، فسکت النّبی (صلى الله علیه وآله) حتى نزلت الآیة.

ومهما یکن سبب نزول الآیة، فالذی لا شک فیه أنّ معناها واسع وشامل، لأنّها تبدأ أوّلا بالطلب من رسول الله (صلى الله علیه وآله) أن لا یطرد المذنبین مهما عظمت ذنوبهم، بل علیه أن یستقبلهم ویتقبلهم: (وإذا جاءک الذین یؤمنون بآیاتنا فقل سلام علیکم ).

یحتمل أن یکون هذا السّلام من الله بوساطة رسوله (صلى الله علیه وآله)، أو أنّه من الرّسول (صلى الله علیه وآله)مباشرة، وهو ـ على کلا الاحتمالین - دلیل على القبول والترحیب والتفاهم والمحبّة.

ثمّ تقول الآیة (کتب ربّکم على نفسه الرحمة ).

«کتب» تأتی فی کثیر من الأحیان کنایة عن الإلزام والتعهد، إذ إنّ من نتائج الکتابة توکید الأمر وثبوته.

وفی الجزء الأخیر من الآیة ـ وهو توضیح وتفسیر لرحمة الله ـ یتحدّث بلهجة عاطفیة: (أنّه من عمل منکم سوءاً بجهالة ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحیم ).

وقد سبق القول(1) أنّ «الجهالة» فی مثل هذه المواضع تعنی طغیان الشهوة وسیطرتها، والإنسان بسبب هذه الأهواء المستفحلة - لا بسبب عدائه لله وللحق ـ یفقد المقدرة العقلیة والسیطرة على الشهوات، مثل هذا الشخص ـ وإن کان عالماً بالذنب والحرمة ـ یسمى جاهلا، لأنّ علمه مستتر وراء حجب الأهواء والشهوات، وهذا الشخص مسؤول عن ذنوبه، ولکنّه یسعى لإصلاح نفسه وجبران أخطائه لأنّ أفعاله لم تکن عن روح عداء وخصام.

تأمر الآیة رسول الله (صلى الله علیه وآله) أن لا یطرد أىّ شخص مؤمن مهما تکن طبقته وظروفه وعنصره، بل علیه أن ینظر إلى الجمیع بعین المساواة، وأن یحتضنهم ویعمل على إصلاحهم حتى وإن کانوا ملوّثین بالذنوب.

الآیة التّالیة ومن أجل توکید هذا الموضوع تشیر إلى أنّ الله سبحانه یوضّح آیاته وأوامره توضیحاً بیّناً لکی یتبیّن طریق الباحثین عنه والمطیعین له، کما یتبیّن طریق الآثمین المعاندین من أعداء الله: (وکذلک نفصّل الآیات ولتستبین سبیل المجرمین )(2).

من الواضح فی هذه الآیة أنّ «المجرم» لیس کلّ مذنب، لأنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) مکلّف فی هذه الآیة أن یتقبل المذنبین الذین یُقبلون علیه، مهما یکن جرمهم الذی إرتکبوه عن جهل، وعلیه فانّ المجرمین هنا هم اُولئک المذنبون المعاندون الذین لا یستسلمون للحق.

أی بعد هذه الدعوة العامّة إلى الله، التی تشمل حتى المجرمین النادمین یتّضح بشکل کامل طریق المعاندین الذین لا یرجعون عن عنادهم.


1. راجع إلى تفسیرنا هذا، ذیل الآیة 17 من سورة النساء.
2. جملة ( ولتستبین) معطوفة فی الواقع على جملة محذوفة تدرک بالقرینة، فیکون المعنى: (لتستبین سبیل المؤمنین المطیعین ولتستبین سبیل المجرمین).
سورة الأنعام / الآیة 54 ـ 55 سورة الأنعام / الآیة 56 ـ 58
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma