إنّ ظاهر الآیة الحاضرة یفید أن الله تعالى أنزل ألواحاً على موسى (علیه السلام) قد کتب فیها شرائع التوراة وقوانینها، لا أنّه کانت فی یدی موسى (علیه السلام) ألواح ثمّ انتقشت فیها هذه التعالیم بأمر الله.
ولکن ماذا کانت تلک الألواح، ومن أی مادة؟ إنّ القرآن لم یتعرض لذکر هذا الأمر، وإنّما أشار إلیها بصورة الإجمال وبلفظة «الألواح» فقط، وهذه الکلمة جمع «لوح»، وهی مشتّقة من مادة «لاح یلوح» بمعنى الظهور والسطوع، وحیث إنّ المواضیع تتّضح وتظهر بکتابتها على صفحة، تسمى الصفحة لوح (1).
ولکن ثمّة احتمالات مختلفة فی الرّوایات وأقوال المفسّرین حول کیفیة وجنس هذه الألواح، وحیث إنّها لیست قطعیة أعرضنا عن ذکرها والتعرض لها.