التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 84 ـ 87 بحوث

فی هذه الآیات إشارة إلى النعم التی اسبغها الله على إبراهیم، وهی تتمثل فی أبناء صالحین وذریة لائقة، وهی من النعم الإلهیّة العظیمة.

یقول سبحانه: (ووهبنا له إسحاق ویعقوب ) ولم تذکر الآیة ابن إبراهیم الآخر إسماعیل، بل ورد اسمه فی سیاق آیة اخرى، ولعلّ السبب یعود إلى أنّ ولادة إسحاق من (سارة) العقیم العجوز تعتبر نعمة عجیبة وغیر متوقعة.

ثمّ یبیّن أنّ مکانة هذین لم تکن لمجرّد کونهما ولدی نبی، بل لإشعاع نور الهدایة فی قلبیهما نتیجة التفکیر السلیم والعمل الصالح: (کلاًّ هدینا ).

ثمّ لکیلا یتصور أحد أنّه لم یکن هناک من یحمل لواء التوحید قبل إبراهیم، وأنّ التوحید بدأ بإبراهیم، یقول: (ونوحاً هدینا من قبل ).

إنّنا نعلم أنّ نوحاً هو أوّل اُولی العزم من الأنبیاء الذین جاؤوا بدین وبشریعة.

فالإشارة إلى مکانة نوح، وهو من أجداد إبراهیم، والإشارة إلى فریق من الأنبیاء من أبنائه وقبیلته، إنّما هی توکید لمکانة إبراهیم المتمیزة من حیث «الوراثة والأصل» و«الذّریة».

وعلى أثر ذلک ترد أسماء عدد من الأنبیاء من اُسرة إبراهیم: (ومن ذرّیّته داود وسلیمان

وأیّوب ویوسف وموسى وهارون )، ثمّ یبیّن أنّ منزلة هؤلاء ناشئة من أعمالهم الصالحة وهم لذلک ینالون جزاءهم: (وکذلک نجزی المحسنین ).

هناک کلام کثیر بین المفسّرین بشأن الضمیر فی (ومن ذرّیّته ) هل یعود إلى إبراهیم، أم إلى نوح؟ غیر أنّ أغلبهم یرجعه إلى إبراهیم، والظاهر أنّه لا مجال للشک فی عودة الضمیر إلى إبراهیم، لأنّ الکلام یدور على ما وهبه الله لإبراهیم، لا لنوح (علیهما السلام)، کما أنّ الرّوایات التی سوف نذکرها تؤیّد هذا الرأی.

النقطة الوحیدة التی حدت ببعض المفسّرین إلى إرجاع الضمیر إلى نوح هی ورود ذکر «یونس» و«لوط» فی الآیات التّالیة، إذ المشهور فی التّاریخ أنّ «یونس» لم یکن من أبناء إبراهیم، کما أنّ «لوطاً» کان ابن أخ إبراهیم أو ابن اُخته.

غیر أنّ المؤرخین لیسوا مجمعین على نسب «یونس»، فبعضهم یراه من اُسرة إبراهیم (1)وآخرون یرونه من أنبیاء بنی إسرائیل (2).

ثمّ إنّ الجاری عند المؤرخین أن یحفظوا النسب من جهة الأب، ولکن ما الذی یمنع من أن ینتسب «یونس» من جهة اُمّه إلى إبراهیم، کما هی الحال بالنسبة إلى عیسى الذین نقرأ اسمه فی الآیات؟

أمّا «لوط» فهو، وإن لم یکن من أبناء إبراهیم، فقد کان من اُسرته، فالعرب تطلق لفظة «الأب» على «العم»، وکذلک تعتبر ابن الأخ أو ابن الاُخت من «ذریة» المرء، وعلى هذا لیس لنا أن نتغاضى من ظاهر هذه الآیات فنعید الضمیر إلى نوح، وهو لیس موضوع القول هنا.

فی الآیة الثانیة یرد ذکر زکریا ویحیى وعیسى والیاس على أنّهم جمیعاً کانوا من الصالحین، أی إنّ مکانتهم المرموقة لیست من باب المجاملة الإجباریة، بل هی بسبب أعمالهم الصالحة فی سبیل الله: (وزکریّا ویحیى وعیسى وإلیاس کلّ من الصالحین ).

الآیة الثالثة تذکر أربعة آخرین من الأنبیاء والقادة الإلهیین، وهم إسماعیل والیسع ویونس ولوط الذین رفعهم ربّهم درجات على أهل زمانهم: (وإسماعیل والیسع ویونس ولوطاً وکلاًّ فضّلنا على العالمین ).

لم یتفق المفسّرون بشأن اسم «الیسع» فقد قال بعض: إنّه اسم عبری أصله «یوشع» ثمّ اُضیفت إلیه الألف واللام وأبدلت الشین سیناً، وبعض یرى أنّه اسم عربی من الفعل المضارع «یسع» وعلى کلّ حال هو اسم أحد الأنبیاء من نسل إبراهیم.

وفی الآیة الأخیرة إشارة عامّة إلى آباء الأنبیاء المذکورین وأبنائهم وإخوانهم ممن لم ترد أسماؤهم بالتفصیل وهم جمیعاً من الصالحین الذین هداهم الله: (ومن آبائهم وذریّاتهم وإخوانهم واجتبیناهم وهدیناهم إلى صراط مستقیم ).


1. تفسیر روح المعانى، ج 7، ص 184.
2. دائرة المعارف فرید وجدی، ج 10، ص 1055 فی مادة «یونس».
سورة الأنعام / الآیة 84 ـ 87 بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma