المحرمات الإلهیّة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 33 سورة الأعراف / الآیة 34

لقد شاهدنا مراراً أنّ القرآن الکریم کلّما تحدث عن أمر مباح أو لازم، تحدث فوراً عن ما یقابله، من الاُمور القبیحة والمحرمات، لیکمِّل کل واحد منهما الآخر.

وهنا أیضاً تحدّث ـ عقیب السماح بالتمتع والاستفادة من المواهب الإلهیّة وإباحة کل ما هو زینة وجمال ـ عن المحرمات على نحو العموم، ثمّ أشار بصورة خاصّة إلى عدة نقاط مهمّة.

ففی البدایة تحدث عن تحریم الفواحش وقال: یا أیّها النّبى (قل إنّما حرّم ربّی الفواحش ما ظهر منها وما بطن ).

و «الفواحش» جمع «فاحشة» وتعنی الأعمال القبیحة البالغة فی القبح والسوء لا جمیع الذنوب، ولعلّ التأکید على هذا المطلب (ماظهر منها وما بطن) هو لأجل أنّ العرب الجاهلیین کانوا لا یستقبحون عمل الزنا إذا اُتی به سرّاً، ویحرّمونه إذا کان ظاهراً مکشوفاً.

ثمّ إنّه عمّم الموضوع، وأشار إلى جمیع الذنوب وقال «والإثم» أی کل إثم.

والإثمّ فی الأصل یعنی کل عمل مضرّ، وکل ما یوجب انحطاط مقام الإنسان وتردّی منزلته، ویمنعه ویحرمه من نیل الثواب والأجر الحسن. وعلى هذا یدخل کل نوع من أنواع الذنوب فی المفهوم الواسع للإثم.

ولکن بعض المفسّرین أخذوا الإثمّ هنا فقط بمعنى «الخمر» واستدلوا لذلک بالشعر المعروف.

شربت الإثمّ حتى ضلّ عقلی *** کذاک الإثمّ یصنع بالعقول (1)

ولکنّ الظاهر أنّ هذا المعنى لیس هو تمام مفهوم الکلمة، بل أحد مصادیقه.

ومرّة اُخرى یشیر بصورة خاصّة إلى عدد من کبریات المعاصی والآثام، فیقول: (والبغی بغیر الحقّ ) أی کل نوع من أنواع الظلم، والتجاوز على حقوق الآخرین.

و«البغی» یعنی السعی والمحاولة لتحصیل شیء، ولکن یراد منه غالباً الجهود المبذولة لغصب حقوق الآخرین، ولهذا یکون مفهومه ـ فی الغالب ـ مساویاً لمفهوم الظلم.

ومن الواضح أنّ وصف «البغی» فی الآیة المبحوثة بوصف «غیر الحق» من قبیل التوضیح والتأکید على معنى «البغی».

ثمّ أشار تعالى إلى مسألة الشرک وقال: (وأن تشرکوا بالله ما لم ینزّل به سلطاناً ) فهو أیضاً محرّم علیکم.

ومن الواضح أنّ جملة (ما لم ینزّل به سلطاناً ) للتأکید، ولإلفات النظر إلى حقیقة أنّ المشرکین لا یملکون أی دلیل منطقی وأی برهان معقول، وکلمة «السلطان» تعنی کل دلیل وبرهان یوجب تسلّط الإنسان وانتصاره على من یخالفه.

وآخر ما یؤکّد علیه من المحرمات هو نسبة شیء للّه لایستند إلى علم: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ).

ولقد بحثنا حول القول على الله بغیر علم عند تفسیر الآیة 28 من نفس هذه السورة أیضاً.

ولقد اُکِّد فی الآیات القرآنیة والأحادیث الإسلامیة على هذه المسألة کثیراً، ومُنِع المسلمون بِشدة عن قول ما لا یعلمون إلى درجة أنّه روی عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)أنّه قال: «من أفتى بغیر علم لعنته ملائکة السماوات والأرض». (2)

ولو أنّنا أمعنا النظر ودققنا جیداً فی أوضاع المجتمعات البشریة، والمصائب والمتاعب التی تعانی منها تلکم المجتمعات، لعرفنا أنّ القسط الأکبر من هذا الشقاء ناشیء من بث الشائعات، والقول بغیر علم، والشهادة بغیر الحق، وإبداء وجهات نظر لا تستند إلى برهان أو دلیل.


1. تفسیر التبیان، ج 4، ص 390، ذیل الآیة مورد البحث. وتاج العروس، ج 8، ص 179، مادة (إثم).
2. عیون أخبار الرض(علیه السلام)، ج 2، ص 46; وسائل الشیعة، ج 27، ص 190.
سورة الأعراف / الآیة 33 سورة الأعراف / الآیة 34
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma