التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأنعام / الآیة 1 ـ 2 هل الظلمة من المخلوقات؟

تبدأ السّورة بالحمد لله والثناء علیه، ثمّ تشرع بتوعیة الناس على مبدأ التوحید، عن طریق خلق العالم الکبیر (السماوات والأرض) أولا، ثمّ عن طریق خلق العالم الصغیر (الإنسان) ثانیاً: (الحمدلله الّذی خلق السماوات والأرض ) الله الذی هو مبدأ الظّلمة والنّور، بخلاف ما یعتقده الثنویون، وهو وحده خالق کلّ شیء: (وجعل الظّلمات والنّور ).

غیر أنّ الکافرین والمشرکین، بدلا من أن یتعلّموا من هذا النظام الواحد درس التوحید، یصطنعون لله الشریک والشبیه: (ثمّ الّذین کفروا بربّهم یعدلون ) (1).

نلاحظ أنّ القرآن یذکر عقیدة المشرکین بعد حرف العطف «ثم» الذی یدل فی اللغة العربیة على الترتیب والتراخی، وهذا یدل على أنّ التوحید کان فی أوّل الأمر مبداً فطریاً وعقیدة عامّة للبشر، بعد ذلک حصل الشرک کانحراف عن الأصل الفطری.

أمّا لماذا استعملت الآیة کلمة «الخلق» بشأن السموات والأرض، وکلمة «جعل» بشأن النّور والظلمة، فإنّ للمفسّرین فی ذلک کلاماً کثیراً، ولکن أقربه إلى الذهن هو القول بأنّ «الخلق» یکون فی أصل وجود الشیء، و«الجعل» یکون بشأن الخصائص والآثار والکیفیات التی هی نتیجة لخلق تلک المخلوقات، ولمّا کان النّور والظلمة حالتین تابعتین فقد عبّر عنهما بلفظة «جعل».

وروی عن أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة قوله: «وکان فی هذه الآیة ردّ على ثلاثة أصناف منهم، لمّا قال: (الحمد لله الذی خلق السماوات والأرض ) فکان ردّاً على الدهریة الذین قالوا: إنّ الأشیاء لا بدء لها وهی دائمة، ثمّ قال: (وجعل الظّلمات والنّور ) فکان ردّاً على الثنویة الذین قالوا: إنّ النّور والظلمة هما المدبران.

ثمّ قال: (ثمّ الذین کفروا بربّهم یعدلون ) فکان ردّاً على مشرکی العرب الذین قالوا: إنّ أوثاننا آلهة» (2).


1. «یعدلون» من «عدل» على وزن «حفظ» بمعنى التساوی، وهی هنا بمعنى (العدیل) أی الشریک والشبیه والمثیل.
2. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 701.
سورة الأنعام / الآیة 1 ـ 2 هل الظلمة من المخلوقات؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma