قصّة عصیان إبلیس:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
سورة الأعراف / الآیة 11 ـ 18 أوّل قیاس هو قیاس الشیطان:

لقد أشیر إلى مسألة خلق الإنسان وکیفیة إیجاده فی سبع سور من سُوَر القرآن الکریم، والهَدَفَ من ذکر هذا الموضوع ـ کما سبق أن أشرنا فی الآیة السابقة ـ هو بیان شخصیة الإنسان، ومقامه، ومنزلته بین کائنات العالم، وبعث روح الشکر والحمد فیه.

لقد جاء ذکر خلق الإنسان من التراب، وسجود الملائکة له، وتمرّد الشیطان وعصیانه، ثمّ موقفه تجاه النوع الإنسانی فی هذه السور بتعابیر مختلفة.

وفی الآیة المبحوثة الآن یقول الله تعالى: (ولقد خلقناکم ثمّ صوّرناکم ثمّ قلنا للملائکة اسجدوا لآدم ) جدّکم الأوّل، ومن المأمورین بالسجود إبلیس الذی کان موجوداً فی صفوفهم وإن لم یکن منهم، فامتثلوا لهذا الأمر جمیعاً وسجدوا لآدم إلاّ إبلیس: (فسجدوا إلاّ إبلیس لم یکن من الساجدین ).

ویمکن أن یکون ذکر «الخلق» فی الآیة الحاضرة قبل «التصویر» إشارة إلى: أنّنا أوجدنا المادة الأصلیة للإنسان أوّلا، ثمّ أفضنا علیها الصورة الإنسانیة.

وکما قلنا فی ذیل الآیة 34 من سورة البقرة: إنّ سجود الملائکة لآدم لم یکن سجود عبادة، لأن العبادة مخصوصة لله سبحانه، بل السجدة هنا بمعنى التواضع (أی الخضوع أمام عظمة آدم وسموّ منزلته فی عالم الخلیقة) أو بمعنى السجود لله الذی خلق مثل هذا المخلوق المتعادل المتوازن.

إنّ «إبلیس» ـ کما قلنا فی ذیل تلک الآیة ـ لم یکن من الملائکة، بل هو حسب صریح الآیات القرآنیة من قسم آخر من الکائنات یُدعى «الجنّ» (وللمزید من التوضیح راجع ذیل الآیة 34 من سورة البقرة من هذا التّفسیر فی الحدیث عن سجود الملائکة لآدم).

فی الآیة الاحقة یقول تعالى: أنّه أخذ إبلیس على عصیانه وطغیانه، و (قال ما منعک ألاّ تسجد إذ أمرتک ). فتذرّع ـ فی مقام الجواب ـ بعذر غیر وجیه إذ: (قال أنا خیرٌ منه خلقتنی من نار وخلقته من طین ).

وکأنّ إبلیس کان یتصوّر أنّ النّار أفضل من التراب، وهذه هی أکبر غلطاته وأخطائه، ولعلّه لم یقل ذلک عن خطأ والتباس، بل کذب عن وعی وفهم، لأنّنا نعلم أنّ التراب مصدرُ أنواع البرکات، ومنبَعُ جمیع المواد الحیاتیة، وأهم وسیلة لمواصلة الموجودات الحیّة حیاتها، على حین أنّ الأمر بالنسبة إلى النّار لیس على هذا الشکل.

صحیح أنّ النّار أحد عوامل التجزئة والترکیب فی الکائنات الموجودة فی هذا الکون، ولکن الدور الأصلی والأساسی هو للمواد الموجودة فی التراب، وتعدّ النّار وسیلة لتکمیلها فقط.

وصحیح أیضاً أنّ الکرة الأرضیة انفصلت ـ فی بدایة أمرها ـ عن الشمس، وکانت على هیئة کرة ناریة فبردت تدریجاً، ولکن یجب أن نعلم أنّ الأرض مادامت مشتعلة وحارة لم یکن علیها أىّ کائن حیّ، وإنّما ظهرت الحیاة على سطح هذه الکرة عندما حلّ التراب والطین محلّ النّار.

هذا مضافاً إلى أنّ أیّة نار ظهرت على سطح الأرض کان مصدرها مواد مستفادَة من التراب، ثمّ إنّ التراب مصدر نموّ الأشجار، والأشجار مصدر ظهور النّار، وحتى المواد النفطیة أو الدهون القابلة للاشتعال والإحتراق تعود أیضاً إلى التراب أو إلى الحیوانات التی تتغذى من المواد النباتیة.

على أنّ میزة الإنسان ـ بغض النظر عن کل هذه الاُمور ـ لم تکن فی کونه من التراب، بل إنّ میزته الأصلیة تکمن فی «الروح الإنسانیة» وفی خلافته لله تعالى.

وعلى فرض أنّ مادة الشیطان الأصلیة کانت أفضل من مادة الإنسان، فإنّ ذلک لا یعنی تسویغ عدم السجود للإنسان الذی خلق بتلک الروح، ووهبه الله تلک العظمة، وجعله خلیفة له على الأرض.

والظاهر أنّ الشیطان کان یعرف بکل هذه الاُمور، ولکن التکبّر، والأنانیة هما اللذان منعاه عن امتثال أمر الله، وکان ما أتى به من العذر حجة داحضة، ومحض تحجج وتعلّل.

سورة الأعراف / الآیة 11 ـ 18 أوّل قیاس هو قیاس الشیطان:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma