ما معنى الأجل المسمى؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
النّور رمز الوحدة، والظلمة رمز التشتت:  سورة الأنعام / الآیة 3

لا شک أنّ «الأجل المسمى» و«أجلا» فی الآیة مختلفتان فی المعنى، أمّا اعتبار الإثنین بمعنى واحد فلا ینسجم مع تکرار کلمة «أجل» خاصّة مع ذکر القید «مسمى» فی الثّانی.

لذلک بحث المفسّرون کثیراً فی الإختلاف بین التعبیرین، والقرائن الموجودة فی القرآن والرّوایات التی وصلتنا عن أهل البیت (علیهم السلام) تفید أنّ «أجل» وحدها تعنی غیر الحتمی من العمر والوقت والمدّة، و«الأجل المسمى» بمعنى الحتمی منها، وبعبارة اُخرى «الأجل المسمى» هو «الموت الطبیعی» و«الأجل» هو الموت غیر الطبیعی. (1)

ولتوضیح ذلک نقول: إنّ الکثیر من الموجودات لها من حیث البناء الطبیعی والذاتی الإستعداد والقابلیة للبقاء مدّة طویلة، ولکن قد تحصل خلال ذلک موانع تحول بینها وبین الوصول إلى الحدّ الطبیعی الأعلى، افترض سراجاً نفطیاً یستطیع أن یبقى مشتعلا مدّة عشرین ساعة مع الأخذ بنظر الاعتبار سعته النفطیة، غیر أنّ هبوب ریح قویّة، أو هطول المطر علیه أو عدم العنایة به، یکون سبباً فی قصر مدّة الإضاءة، فإذا لم یصادف السراج أی مانع، وظلّ مشتعلا حتى آخر قطرة من نفطه ثمّ انطفأ نقول: إنّه وصل إلى أجله المحتوم، وإذا أطفأته الموانع قبل ذلک، فیکون عمره «أجل» غیر محتوم.

والحال کذلک بالنسبة للإنسان، فإذا توفّرت جمیع ظروف بقاءه وزالت جمیع الموانع من طریق استمرار حیاته، فإنّ بنیته تضمن بقاءه مدّة طویلة إلى حدّ معیّن، ولکنّه إذا تعرّض لسوء التغذیة، أو ابتلى بنوع من الإدمان، أو إذا انتحر، أو أعدم لجریمة ومات قبل تلک المدّة، فإنّ موته فی الحالة الاُولى یکون أجلا محتوماً، وفی الحالة الثّانیة أجلا غیر محتوم.

وبعبارة اُخرى: الأجل الحتمی یکون عندما ننظر إلى «مجموع العلل التامّة»، والأجل غیر الحتمی یکون عندما ننظر إلى «المقتضیات» فقط.

استناداً إلى هذین النوعین من الأجل یتّضح لنا کثیر من الاُمور، من ذلک مثلا ما نقرؤه فی الرّوایات والأحادیث من أنّ صلة الرحم تطیل العمر، وقطعها یقصر العمر، وواضح أنّ العمر هنا هو الأجل غیر الحتمی. (2)

أمّا قوله تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا یستأخرون ساعة ولا یستقدمون ) (3).

فهو الأجل المحتوم، أی إنّ الإنسان قد وصل إلى نهایة عمره، وهو لا یشمل الموت غیر المحتوم السابق لأوانه.

ولکن علینا أن نعلم ـ على کلّ حال ـ أنّ الأجلین یعیّنهما الله، الأوّل بصورة مطلقة، والثّانی بصورة معلّقة أو مشروطة، وهذا یشبه بالضبط قولنا: إنّ هذا السراج ینطفىء بعد عشرین ساعة بدون قید ولا شرط، ونقول إنّه ینطفىء بعد ساعتین إذا هبّت علیه ریح، کذلک الأمر بالنسبة للإنسان والأقوام والملل، فنقول: إن الله شاء أن یموت الشخص الفلانی أو أن تنقرض الاُمّة الفلانیة بعد کذا من السنین، ونقول إنّ هذه الاُمّة إذا سلکت طریق الظلم والنفاق والتفرقة والکسل والتهاون فإنّها ستهلک فی ثلث تلک المدّة، کلا الأجلین من الله، الأوّل مطلق والآخر مقید بشروط.

جاء عن الإمام الصادق (علیه السلام) تعقیباً على هذه الآیة قوله: «هما أجلان: أجل محتوم وأجل موقوف» (4) کما جاء عنه فی أحادیث اُخرى أنّ الأجل الموقوف قابل للتقدیم والتأخیر، والأجل الحتمی لا یقبل التغییر (5).


1. بحارالانوار، ج 4، ص 116 و177; وتفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 703.
2. وسائل الشیعة، ج 9، ص 384 و397.
3. الأعراف، 34.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 1، ص 703.
5. المصدر السابق، ص 704.
النّور رمز الوحدة، والظلمة رمز التشتت:  سورة الأنعام / الآیة 3
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma