2ـ کیف کان النّبی اُمیّاً؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
1ـ خمسة أدلة على النّبوة فی آیة واحدة 3ـ البشارات بظهور النّبی فی العهدین

هناک احتمالات ثلاثة معروفة حول مفهوم «الاُمّی» کما قلنا سابقاً:

أوّلها: أنّ معناه: الذی لم یدرس.

الثّانی: أنّ معناه: المولود فی أرض مکّة، والناهض منها.

الثّالث: أنّ معناه الذی قام من بین صفوف الجماهیر.

ولکن الرأی الأشهر هو التّفسیر الأوّل، وهو أکثر انسجاماً مع موارد استعمال هذه اللفظة، ویمکن أن تکون المعانی الثلاثة مرادة برمتها أیضاً، کما قلنا.

ثمّ إنّه لا نقاش بین المؤرخین بأنّ الرّسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) لم یدرس، ولم یکتب شیئاً، وقد قال القرآن الکریم ـ أیضاً ـ فی الآیة 48 من سورة العنکبوت حول وضع النّبی قبل البعثة: (وما کنت تتلوا من قبله من کتاب ولا تخطّه بیمینک إذاً لارتاب المبطلون ).

وأساساً کان عدد العارفین بالکتابة والقراءة فی المحیط الحجازی قلیلا جدّاً، حیث کان الجهل هو الحالة السائدة على الناس بحیث إنّ هؤلاء العارفین بالکتابة والقراءة کانوا معروفین بأعیانهم وأشخاصهم، فقد کان عددهم فی مکّة من الرجال لا یتجاوز 17 شخصاً، ومن النساء أمرأة واحدة (1).

من المسلّم أن النّبی (صلى الله علیه وآله) لو کان قد تعلّم القراءة والکتابة ـ فی مثل هذه البیئة ـ لدى أستاذ لشاع ذلک وصار أمراً معروفاً للجمیع، وعلى فرض أنّنا لم نقبل بنبوته، ولکن کیف یمکنه (صلى الله علیه وآله) أن ینفی ـ فی کتابه ـ بصراحة هذا الموضوع؟ ألا یعترض علیه الناس ویقولون: إن دراستک وتعلّمک للقراءة والکتابة أمر مسلّم معروف لنا، فکیف تنفی ذلک؟

إنّ هذه قرینة واضحة على اُمیّة النّبی.

وعلى کل حال، فإنّ وجود هذه الصفة فی النّبی (صلى الله علیه وآله) کان تأکیداً على نبوته حتى ینتفی أی احتمال فی إرتباطه إلاّ بالله وبعالم ما وراء الطبیعة فی صعید دعوته.

هذا بالنسبة إلى فترة ما قبل النّبوة، وأمّا بعد البعثة فلم ینقل أحد المورّخین أنّه تلقى القراءة أو الکتابة من أحد، وعلى هذا بقی (صلى الله علیه وآله) على أمُیّته حتى نهایة عمره.

ولکن من الخطأ الکبیر أن تتصوّر أنّ عدم التعلّم عند أحد یعنی عدم المعرفة بالکتابة والقراءة، والذین فسّروا «الأّمّیة» بعدم المعرفة بالکتابة والقراءة کأنّهم لم یلتفتوا إلى هذا التفاوت.

ولا مانع أبداً من أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) کان عارفاً بالقراءة والکتابة بتعلیم الله، ومن دون أن یتتلمذ على ید أحد من البشر، لأنّ مثل هذه المعرفة هی بلا شک من الکمالات الإنسانیة ، ومکملة لمقام النّبوة.

ویشهد بذلک ما ورد فی الأحادیث المرویة عن أهل البیت (علیهم السلام) من أنّ النّبىّ کان قادراً على القراءة والکتابة. (2)

ولکنّه لأجل أن لا یبقى أی مجال لأدنى تشکیک فی دعوته لم یکن (صلى الله علیه وآله) یستفید من هذه المقدرة.

وقول البعض: إنّ القدرة على الکتابة والقراءة لا تعدّ کمالا، فهما وسیلة للوصول إلى الکمالات العلمیّة، ولیسا بحدّ ذاتها علماً حقیقیاً ولا کمالا واقعیاً فإن جوابه کامن فی نفسه، لأنّ العلم بطریق الکمال کمال أیضاً.

قد یقال: إنّه نفی فی روایتین عن أئمّة أهل البیت (علیهم السلام) بصراحة تفسیر «الاُمّی» بعدم القراءة والکتابة، بل بالمنسوب إلى «أم القرى» (مکّة). (3)

ونقول فی الردّ: إنّ إحدى هاتین الروایتین «مرفوعة» حسب اصطلاح علم الحدیث فلا قیمة لها من حیث السند، والروایة الاُخرى منقولة عن «جعفر بن محمّد الصوفی» وهو مجهول.

وأمّا ما تصوَّره البعض من أنّ الآیة 2 من سورة الجمعة (یتلو علیهم آیاته ویزکّیهم ویعلّمهم الکتاب والحکمة ) وآیات اُخرى دلیل على أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) کان یتلو القرآن على الناس من شیء مکتوب، فهو خطأ بالغ، لأنّ التلاوة تطلق على التلاوة من مکتوب على شیء، کما تطلق على القراءة حفظاً ومن ظهر القلب، واستعمال لفظة التلاوة فی حق الذین یقرأون الأشعار أو الأدعیة حفظاً ومن على ظهر القلب کثیر.

من مجموع ما قلناه نستنتج:

أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) لم یتلق القراءة والکتابة من أحد حتماً، وبهذا تکون إحدى صفاته أنّه لم یدرس عند أستاذ.

أنّنا لا نملک أی دلیل معتبر على أن النّبی (صلى الله علیه وآله) قرأ أو کتب شیئاً قبل النبوّة، أو بعدها.

إنّ هذا الموضوع لا یتنافی مع تعلیم الله تعالى القراءة أو الکتابة لنبیّه (صلى الله علیه وآله).


1. فتوح البلدان، ج 3، ص 580.
2. تفسیر البرهان ج 4، ص 332 ذیل الآیات سورة الجمعة; وبحارالانوار، ج 16، ص 133 و134.
3. تفسیر البرهان، ج 5، ص 332; وتفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 78، ذیل الآیة مورد البحث.
1ـ خمسة أدلة على النّبوة فی آیة واحدة 3ـ البشارات بظهور النّبی فی العهدین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma