2ـ ماذا کانت الشّجرة الممنوعة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 4
1ـ کیفیة وسوسة الشیطان 3ـ هل ارتکب آدم معصیة؟

جاءت الإشارة إلى الشجرة الممنوعة فی ست مواضع من القرآن الکریم، من دون أن یجری حدیث عن طبیعة أو کیفیة أو اسم هذه الشجرة، وأنّها ماذا کانت؟ وماذا کان ثمرها؟ بید أنّه ورد فی المصادر الإسلامیة تفسیران لها، أحدهما «مادیّ» وهو أنّها کانت «الحنطة» (1)کما هو المعروف فی الرّوایات.

ویجب الإنتباه إلى نقطة، وهی أنّ العرب تطلق لفظة «الشجرة» حتى على النبتة، ولهذا أطلقت ـ فی القرآن الکریم ـ لفظة الشجرة على نبتة الیقطین، إذ قال سبحانه: (وأنبتنا علیه شجرة من یقطین ) (2).

والتّفسیر الآخر «معنوی» وهو أنّ المقصود من تلک الشجرة ـ کما فی الرّوایات ـ هو ما عبّر عنها بـ «شجرة الحسد» لأنّ آدم طبقاً لهذه الرّوایات ـ بعد ملاحظة مکانته ومقامه ـ تصوّر أنّه لا یوجد فوق مقامه مقام، ولا فوق مکانته مکانة، ولکنّ الله تعالى أطلعه على مقام ثلّة من الأولیاء من ذریته وأبنائه (رسول الإسلام وأهل بیته)، فحصل عنده ما یشبه الحسد، وکانت هذه هی الشجرة الممنوعة التی اُمر آدم بأن لا یقربها.

وفی الحقیقة تناول آدم ـ طبقاً لهذه الرّوایات ـ من شجرتین، کانت إحداهما أقلّ منه مرتبةً وأدنى منه منزلة، وقد قادته إلى العالم المادی، وکانت هی «الحنطة». والاُخرى هی الشجرة المعنویة التی کانت تمثل مقام ثلّة من أولیاء الله، والذی کان أعلى وأسمى من مقامه ومرتبته، وحیث إنّه تعدّى حدّه فی کلا الصعیدین ابتلی بذلک المصیر المؤلم.

ولکن یجب أن نعلم أنّ هذا الحسد لم یکن من النوع الحرام، بل کان مجرّد إحساس نفسانی من دون أن تتبعه أیّة خطوة عملیة على طبقه.

وحیث إنّ للآیات القرآنیة ـ کما أسلفنا مراراً ـ معان متعدّدة، فلا مانع من أن یکون کلا المعنیین مرادین من الآیة.

ومن حسن الإتفاق أنّ کلمة «الشجرة» قد استعملت فی القرآن الکریم فی کلا المعنیین، فحیناً استعملت فی المعنى المادی المتعارف للشجرة مثل: (وشجرة تخرج من طور سیناء تنبت بالدّهن ) (3) التی هی إشارة إلى شجرة الزیتون، وتارة استعملت فی الشجرة المعنویة مثل (والشجرة الملعونة فی القرآن ) (4) التی یکون المراد منها إمّا طائفة من المشرکین، أو الیهود، أو الأقوام الطاغیة الأخرى مثل بنی اُمیة.

على أنّ المفسّرین أبدوا احتمالات متعددة اُخرى حول الشجرة الممنوعة، ولکن ما قلناه هو الأبین والأظهر من الجمیع.

ولکن النقطة التی یجب أن نذکِّرَ بها هنا، هی أنّه وصفت الشجرة الممنوعة فی التّوراة المختلقة ـ المعترف بها الیوم من قِبَل جمیع مسیحیی العالم ویهودییه ـ بشجرة العلم والمعرفة وشجرة الحیاة (5) تقول التّوراة: إنّ آدم لم یکن عالماً ولا عارفاً قبل أکله من شجرة العلم والمعرفة، حتى أنّه لا یعرف ولم یمیّز عریه، وعندما أکل من تلک الشجرة، وصار إنساناً بمعنى الکلمة طرد من الجنّة خشیة أن یأکل من شجرة الحیاة أیضاً فیخلد کما هو حال الآلهة.

وهذا من أوضح القرائن الشاهدة على أنّ التّوراة الرائجة لیست کتاباً سماویاً، بل هی من نسیج العقل البشری القاصر المحدود، الذی یعتبر العلم والمعرفة عیباً وشیناً للإنسان، ویعتبر آدم بسبب ارتکابه معصیة تحصیل العلم والمعرفة مستحقاً للطرد من جنّة الله، وکأنّ الجنّة لم تکن مکان العقلاء الفاهمین ومنزل العلماء العارفین!!

والملفت للنظر أنّ الدّکتور «ویلیم میلر» الذی یُعَدّ من مفسری الإنجیل القدیرین والبارزین بل من مفسّری العهدین (التّوراة والإنجیل معاً) یقول فی کتابه المسمى «ما هی المسیحیة»: «إنّ الشیطان تسلّل إلى الجنّة فی صورة حیّة، وأقنع حواء بأن تأکل من ثمرة تلک الشجرة، ثمّ أعطت حواء من تلک الثمرة إلى آدم، فأکل منها آدم أیضاً، ولم یکن فعل أبوینا الأوّلیین مجرّد خطأ عادی، أو غلطة ناشئة من عدم التفکیر، بل کان معصیة متعمّدة ضدّ الخالق، وبعبارة اُخرى: إنّ آدم وحواء کانا یریدان بهذا الصنیع أن یصیرا آلهة، إنّهما لم یرغبا فی أن یطیعا الله، بل کانا یریدان أن یعملا وفق رغباتهما ومیولهما الشخصیة، فماذا کانت النتیجة؟ لقد وبّخهما اللهُ تعالى بشدّة، وأخرجهما من الجنّة، لیعیشا فی عالم ملیء بالعذاب والألم والمحنة».

لقد أراد مفسّر التّوراة والإنجیل هذا أن یبرر شجرة التّوراة الممنوعة، ولکنّه نسب أعظم الذنوب - وهو مضادة الله ومحاربته ـ إلى آدم... أما کان من الأفضل أن یعترف ـ بدل إعطاء مثل هذه التّفسیرات ـ بتطرّق التحریف والتلاعب إلى هذه الکتب المسماة بالکتب المقدّسة؟!


1. وللإِطلاع على هذه الرّوایات یراجع تفسیر نور الثقلین، ج 1، ص 59 و60 و ج 2، ص 11، فی تفسیر آیات سورة البقرة وسورة الأعراف.
2. الصافات، 146.
3. المؤمنون، 20.
4. الإسراء، 60.
5. التّوراة، سفر التکوین الإصحاح الثانی الفقرة رقم 17.
1ـ کیفیة وسوسة الشیطان 3ـ هل ارتکب آدم معصیة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma