فی الآیات الماضیة وقع البحث فیما جرى لأقوام مثل قوم هود وصالح وشعیب ونوح ولوط على نحو الإجمال، وإن کانت تلک الآیات کافیة لبیان النتائج المشحونة بالعبر فی هذه القصص، ولکن الآیات الحاضرة تبیّن النتائج بصورة أکثر وضوحاً فتقول: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا علیهم برکات من السماء والأرض )، أی لو أنّهم سلکوا سبیل الإیمان والتقوى، بدل الطغیان والتمرد وتکذیب آیات الله والظلم والفساد، لم یتخلصوا من غضب الله وعقوبته فسحب، بل لفتحت علیهم أبواب السماء والأرض.
ولکن ـ للأسف ـ ترکوا الصراط المستقیم الذی هو طریق السعادة والرفاه والأمن، وکذبوا الأنبیاء، وتجاهلوا برامجهم الإصلاحیة، فعاقبناهم بسبب أعمالهم (ولکن کذّبوا فأخذناهم بما کانوا یکسبون ).